تحدثت قوات سوريا الديمقراطية عن تقديمها “تنازلات مؤلمة” خلال الاتفاق مع نظام الأسد يقضي بتسليم قسد مناطقها شمال شرقي سوريا لقوات الأسد ما يؤدي لوقف العملية العسكرية التركية.
وقال القائد العام لقسد “مظلوم عبدي” في مقال كتبه بمجلة “فورين بوليسي” الأحد 13 تشرين الأول : “سيكون علينا تقديم تنازلات مؤلمة مع موسكو وبشار الأسد إذا اخترنا طريق العمل معهم. لكن علينا الاختيار بين التنازلات او إبادة شعبنا، وبالتأكيد سنختار الحياة لشعبنا”.
وعلى الرغم من تأكيد عبدي عدم ثقة قسد بوعود نظام الأسد والروس، إلا أنه أقر بالمضي قدما في الاتفاق الذي لا تزال تفاصيله مبهمة إلى حد كبير.
وتابع عبدي: “قدم لنا الروس والنظام اقتراحات قادرة على إنقاذ حياة ملايين من الناس يعيشون تحت حمايتنا”، مؤكدا في الوقت نفسه “لا نثق بوعودهم، وللحقيقة، من الصعب أن نعرف بمن يمكن أن نثق”.
ومساء الأحد أعلنت “الإدارة الذاتية” أنها أبرمت اتفاقاً مع قوات الأسد، للدخول إلى مدينتي “منبج وعين العرب” بريف حلب الشرقي، والانتشار على الحدود التركية، لوقف العملية العسكرية التركية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المسؤول الكردي السوري البارز بدران جيا كرد قوله، إن الاتفاق يحمل طابعا عسكريا مبدئيا ويقتصر على انتشار قوات الأسد على طول الحدود من بلدة منبج إلى المالكية في شمال شرق البلاد، وأن الجانبين سيبحثان القضايا السياسية في وقت لاحق.
وأعلن نظام الأسد صباح اليوم الإثنين أن قواته دخلت منطقة “تل تمر” في ريف محافظة الحسكة، ونشرت وكالة أنباء الأسد سانا صورا لانتشار عناصر النظام في البلدة.
وبعد مرور أكثر من 12 ساعة على إعلان الاتفاق بين قسد ونظام الأسد، لا تزال التفاصيل مبهمة حول بنود الاتفاق، كما غاب عن المشهد التعليق التركي الرسمي على الاتفاق، باستثناء تصريح مستشار الرئيس أردوغان في حزب العدالة ياسين أقطاي بأن القوات التركية مستعدة لمواجهة جيش الأسد “إذا تجرأ على ذلك”.
موقع “روسيا اليوم” نقل عن تقارير إعلامية أن من أبرز بنود الاتفاق إلغاء تسمية “قوات سوريا الديمقراطية” وإطلاق تسمية “الفيلق الخامس السوري” عليها، مع الاحتفاظ بتنظيمها الحالي وبقائها بقيادة كردية وعربية مشتركة.
كما نص الاتفاق، حسب هذه التقارير على “ضمان حقوق الأكراد في الدستور السوري الجديد بما يكفل لهم حكما ذاتيا مناسبا، والعمل على إخراج القوات التركية من كافة مناطق سوريا ومنها عفرين”.
وذكر تقرير آخر نقلا عن قيادات كردية، أن الاتفاق لا يشمل دخول قوات الأسد في الوقت الحالي إلى داخل مدينة منبج وعين العرب، وإنما سيتم إدخالها إلى نقاط حدودية وستتم مرابطتها بالتعاون مع عناصر “قسد”، كما حدث في منطقة العريمة سابقا.