شكّكت مواقع موالية وأمنية تابعة لنظام الأسد، بالخبر الذي تم ترويجه في الساعات الأخيرة، عن إطلاق سليمان هلال الأسد، قاتل العقيد حسان الشيخ.
وبعض هذه المواقع الأكثر ارتباطاً بمؤسسة المخابرات العامة، نفت اليوم صباحاً، وفي شكل قاطع أن يكون تم إطلاق سراح سليمان الأسد. ويأتي هذا النفي المخابراتي، بعد محاولة “حسنة النية” ولها أسبابها “النظيفة” بزيادة “الخناق على رأس بشار الأسد” وهي محاولات، يطمئن لها كل “سوري يتجه بعقله وقلمه للتخلص من بشار الأسد”.
إلا أن مصادر مختلفة، تؤكد أن إطلاق سراح سليمان الأسد، لن يتم إلا لو قام أهل العقيد القتيل إما بمؤتمر صحافي يعلنون فيه تنازلهم عن القضية، أو يعلنون فيه شيئا ما “يمتص الشارع وفورة الغضب”.
أمّا إطلاق السراح، وبصمت، فهذا سيجر “عواقب وخيمة على الأسد” لأنه يحتاج أن يبرر الى الرأي العام عن مبررات اطلاق السراح.
وأقوى مبرر هو إما “تبرئة” سليمان، وهذا مستبعد، أو تنازل أهل القتيل عن الاتهام وتغيير شهادة الشهود.
خصوصا أن أم القتيل صرّحت أمام محافظ اللاذقية أن دم ابنها “فداء لبشار الأسد” وطالبت المحافظ بإرسال هذه الرسالة الى بشار الأسد.
حيث لاحظ المراقبون، أن القاء القبض على سليمان، تم بعد تصريح أم القتيل!
البحث عن خليفة سليمان من بين الأكثر عنفاً
الى ذلك، فإن البيئة الحاضنة لنظام الأسد، وتحديدا في القرداحة، وبعض القرى المحيطة، تعمل على “تعيين بديل” لسليمان الأسد في ما يعرف بالدفاع الوطني، وذلك أن الدفاع الوطني، الذي استبدل هلال الأسد، الذي قتل على يد الثوار، كان قد “اتكأ” على ابنه سليمان، لما للأخير من سمعة “باطشة أرهبت الناس والجنود” خصوصا أن سليمان، عمل في الدفاع الوطني، من “منطلق الانتقام لأبيه”.
محميا بمجموعة من الأوامر الرئاسية التي وفرت له الدعم والتحرك والامداد. وهذا يفسّر “سهولة قتله” لضابط كبير في جيش الأسد.
ولم تؤكد المصادر العارفة بالمنطقة، على أي اسم قد وقع الاختيار كبديل لسليمان. لأن آل الأسد باتوا “يتضاءلون عدداً وشخصياتٍ” ولم يتبق لديهم وجه مقبول “وقوي” أو ذو فاعلية، إلا “ماهر الأسد” نفسه. وهذا مستبعد في هذه الآونة، لأن المطلوب منه “يحتاجه النظام في أمكنة أخرى”.
وسيم الأسد قاتلَ الثوار ومدرّب وجاهز
التوقعات التي غربلت الأسماء، نقلت أن وسيم بديع الأسد، من أبناء عمومة بشار الأسد، مرشح بقوة لقيادة العمليات في الساحل.
لأنه سبق له القتال والتدريب العسكري الخاص بأعمال الميليشيات.
يتمتع وسيم بديع الأسد، بسمعة “مقاتل” ميليشياوي، كما سواه من أبناء عائلته. وتحديدا في ما بعد الثورة السورية على نظام الأسد.
إذ شوهد وسيم الأسد يقاتل، في ريف دمشق، وفي أمكنة مختلفة.
كما أنه قريب من عائلته ويجيد استخدام الأسلحة الفردية ومشهور بإصابة الأهداف من مسافة بعيدة.
لأن لديه هوسا “بالبنادق والمسدسات الأمريكية”.
تقول بعض المصادر، في المنطقة، إن وسيما هذا، بدأ بالتحرك العلني منذ فترة متنقلا ما بين لواء الساحل والدفاع الوطني، هذا فضلا عن وجوده لدى العائلة بصفة مكثفة هذه الفترة.
إلا أن ثمة رأيا يقول إن نظام الأسد يحتاجه في مكانه، في ريف دمشق.
لكن كل الترشيحات تقول إن وسيم أصلا قد خلف سليمان منذ يوم القبض على الأخير.
وموقع “العربية.نت” ينقل تأكيدات بتوليه “الخلافة” من مصادر من داخل المنطقة وجوارها، مع الإشارة الى أن “التعديل” قد يتم في أي لحظة ويستبدل شخص بشخص، هذا فضلا عن أن وسيم أو غيره، هم أصلا يعملون من خارج وثائق وزارة الدفاع، وتمويل نشاطاتهم وإدارتها يتم بصفة عائلية خالصة.
من هنا فإن التأكيد بخلافة وسيم لسليمان، يركّز على أن سليمان سيبقى ممارسا لعمله العسكري في ريف دمشق، والمتابعة الإدارية غير المباشرة من دون ضرورة العودة الفورية الى اللاذقية.
حيدر، ابن خالة وسيم، هو الأعنف!
مصادر أخرى، توقعت أن يستفيد الأسد، من شخصية قريبة من آل الأسد، وهو ابن خالة وسيم، واسمه حيدر. حيث يتصف هذا الشخص، رغم “لطف ملامحه” بعنف غير لايشبهه فيه إلا سليمان. بل إن البعض يؤكد أن حيدر أكثر عنفا من سليمان، خصوصا أن حيدر، يتنقل بسهولة مابين المحافظات السورية، مع قريبه وسيم الأسد، وقد شكل مجموعة من الأصدقاء في مختلف القطعات العسكرية غير التابعة لجيش الأسد، أي لواء الساحل والدفاع الوطني.
أمّا في مايخص محمد هلال الأسد، أخ سليمان، فتستبعد المصادر أن يكون له أي دور قيادي، لصغر سنه الذي لم يتجاوز الـ 14 عشر عاماً.
لكن المصادر نفسها أكدت أن محمد يتم إعداده منذ مقتل أبيه، وأنه الآن قد تدرب على مختلف أنواع الأسلحة وخضع لدورة تدريبية مكثفة منذ حوالي العام.
عمار الأسد إيران تريده في مكانه بدون أي تغيير
تشير المصادر الى أن هناك أكثر من شخص في آل الأسد، غير وسيم وابن خالته حيدرة أو كما يدلعونه “حيدورة”.
من مثل عمار الأسد. إلا أنه عرف عنه عشق العمل السياسي من داخل المؤسسات الحكومية، وشغل منصب نقيب المهندسين في اللاذقية، وله نشاطات تعكس “طموحاته الحكومية” في شكل خاص.
فضلا عن أنه عضو في مجلس الشعب، ويمارس نشاطات تجارية تتعلق بالتصدير والاستيراد “والسيطرة على ثروة مرفأ اللاذقية”.
ويلاحظ، أن عمار الأسد يحرص على زيارة إيران كثيرا، ويشارك كل المسؤولين الإيرانيين الذين يزورون سوريا، جولاتهم في أمكنة العبادة.
كما أنه كان البديل “الصامت” لكل أنشطة إيران التي كان يتولاها جميل الأسد، من قبل.
وتنقل المصادر أنه من غير المستبعد أن يكون لعمار أي دور غير سياسي. إنما الترجيحات أن “يبقى في مكانه الذي يبرع فيه في نسج العلاقات كما لو أنه رئيس دولة” كما قال عنه أبناء المنطقة، وغير المنطقة، خصوصا لدى استقباله للمفتي وتقبيله من رأسه.
عائلة العقيد القتيل تبقى داخل بيئة النظام
إلى ذلك، فإنه وسط انشغال آل الأسد بتأمين خليفة قوي لسليمان، فإن الترتيبات جارية “لإنهاء موضوع سليمان” لأن هذا “الملف أرّق العائلة” وفي اشد ظروفها صعوبة.
وكل الترجيحات تؤكد أن الملف في طريقه الى الحلحلة “إنما بأكثر الطرق إقناعاً للرأي العام “العلوي” بصفة خاصة.
لأن المصادر تعتمد على أن أسرة القتيل صرّحت ومنذ اليوم الأول، وعلى إذاعة سورية، بأنهم يريدون ترفيع العقيد الى عميد، تكريما له وكذلك لتحسين شروط التعويضات الحكومية.
كما أن بشار الأسد سارع الى اصدار قانون باعتبار حسان الشيخ شهيداً.
بالإضافة الى أن عائلة العقيد القتيل نفسها، ليست في وارد “الانخراط الملموس في المعارضة السورية” على الاطلاق.
لأنها “من البيئة الحاضنة للأسد في الأصل” وكذلك فإن أم القتيل قد أعلنت الموقف الرسمي والنهائي في هذا الأمر: إبني فداء لبشار! وهي عبارة تعني التضحية، والتضحية فقط، وأن “الفداء” هنا هو فداء بمعنى الكلمة.
لذلك يؤكد عارفون أنه منذ هذا التصريح، فقد حُلّت القضية. أما الباقي “فتفاصيل مقنعة وتخريجات” لتصوير الأمر وإنهائه بدون “أي جلبة تذكر”.
المصدر : العربية