تتقاسم 5 قوى ميدانية سوريا، حيث يسيطر النظام وحلفاؤه من الميليشيات على ربع مساحة البلاد بينما يسيطر “داعش” على 50% من الأراضي السورية، أما الجيش الحر فلا تخضع لنفوذه سوى 5% من مساحة سوريا، بينما تتقاسم “جبهة النصرة” والقوات الكردية ما تبقى.
وذكر تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” بأن قوات الأسد لم تسجّل أي تقدم استراتيجي منذ أواخر العام الماضي، بل بالعكس حيث تضاءل نفوذها بشكل واضح وباتت غير مؤهلة للسيطرة على أكثر من ربع المساحة الجغرافية للبلاد.
كما أن العمليات العسكرية التي تطلقها فصائل الثوار حولت جيش الأسد إلى موقع الدفاع، في حين تمكن، مدعوما بحلفائه، وتحديدا حزب الله اللبناني، من شن عمليات عسكرية لاستكمال السيطرة على الحدود اللبنانية-السورية.
وشهد شهر مارس الماضي، أكبر التحولات الميدانية الاستراتيجية في سوريا، إذ تراجعت قوات الأسد أمام فصائل الثوار في الشمال، إثر سيطرتها على القسم الأكبر من محافظة إدلب، والتمدد باتجاه أطراف سهل الغاب، فضلاً عن تحقيق تقدم طفيف على جبهة حلب، بينما تقدمت قوات الثوار على جبهة ريف درعا الشرقي، مما أتاح لها السيطرة على المنطقة والوصول إلى تخوم السويداء.
25% لقوات الأسد
وتسيطر قوات الأسد حاليا على 25% من الأراضي السورية، بما فيها المدن الكبرى باستثناء الرقة وإدلب ونصف مساحة مدينة حلب.
ويعيش نحو 50% من السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد، وسط تقديرات بأن دمشق تضم نحو 5 ملايين سوري، بينما تضم اللاذقية 3 ملايين ونصف المليون، وتضم طرطوس نحو مليونين ونصف المليون، بينما تضم أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الأسد نحو نصف مليون مدني.
لكن قوات الأسد فقدت السيطرة على جزء كبير من الأرياف، أهمها في حلب وإدلب وحماة ودير الزور ودرعا والغوطة الشرقية لدمشق.
في الوقائع، يسيطر الأسد بشكل غير كامل، على الخط الممتد من درعا جنوبا، باتجاه مدينة حلب شمالاً، والشطر الغربي من هذا الخط، رغم أن مساحة انتشاره في إدلب تقلص منذ مارس الماضي، بينما تحكم قوات الثوار وحلفاؤها من التشكيلات الإسلامية، الشريط الحدودي مع الأردن، ومع هضبة الجولان السوري المحتل في الجنوب.
أما في الشمال، فإن الأكراد يسيطرون على أكثر من ثلثي الشريط الحدودي مع تركيا. ويخترق “داعش” وفصائل من الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية مناطق تمدد الأكراد.
“داعش” يسيطر على 50%
من سوريا ويسيطر تنظيم “داعش” على القسم الأكبر من الجغرافية السورية، رغم أنه يتمدد في الخلاء، وهي مناطق غير مأهولة بالسكان، وتشكل البادية السورية القسم الأكبر منها، لكنها تناهز الـ50% من الجغرافيا، وتمتد على معظم الشريط الحدودي الشرقي مع العراق، إلى العمق. ولم يحرز “داعش” تقدما مؤخراً إلا في تدمر، حيث استطاع ربط مناطق سيطرته في البادية بالسورية، بمناطق سيطرته في العراق، وبات بعيدا ما يقارب الـ85 كيلومترا عن العاصمة السورية.
وكان نفوذ “داعش” بدأ بالانحسار، منذ مطلع العام، بعد خسارته السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) ومناطق واسعة في الرقة والحسكة، بموازاة فقدانه القدرة على الهجوم وتقويض حركته، منذ بدء ضربات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب باستهداف تمركزاته، منذ سبتمبر 2014.
5% للجيش الحر.. وتقدم للنصرة
في المقابل، بدأت “جبهة النصرة” تستعيد بعضا من مناطق نفوذ لها في الأشهر الأخيرة بدءا من تصفية خصومه في الشمال، وتنفيذ ضربة كبيرة للقوات الأسد بسيطرتها على قاعدتين عسكريتين ضخمتين للقوات الأسد في معرة النعمان، في مطلع ديسمبر الحالي.
وبين تقدم تنظيمين متشددين، أصيب الجيش السوري الحر بتآكل إضافي، نتيجة فقدانه للدعم العسكري، وانشقاقات أفراد منه لصالح كتائب إسلامية.
ولا يسيطر الحر على أكثر من 5% من الجغرافيا غير المتصلة، تتوزع على كيانات في الجنوب والوسط والعاصمة والشمال، بعدما كان يسيطر على نحو 20% من الجغرافيا السورية في العام 2013.
المصدر : العربية