منذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من أربع سنوات والعالم ينتظر تحرك المجتمع الدولي لإيقافها ويتطلع لإستراتيجية تتخذها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من أجل وضع حد للمجازر الصادمة المتلاحقة التي يقترفها نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري.
في هذا الإطار كتبت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن سنوات عجافا متتاليات تمر على البلاد بينما تتزايد فيها المآسي الإنسانية لتصل درجة الكارثية، ويتعرض مئات الآلاف للقتل أو الاعتقال، ويتشرد الملايين داخل أنحاء البلاد أو يلجؤون إلى دول الجوار وبقية أنحاء العالم وسط ظروف قاسية.
مناطق متعددة واقعة تحت سيطرة الثوار السوريين تعرضت للقصف عن طريق الأسلحة الكيميائية، رغم الخط الأحمر الذي رسمه أوباما أمام استخدام هذه الأسلحة المحرمة والمحظورة على المستوى العالمي.
كل هذا يحدث بينما تواصل قوات الأسد قصفها المناطق الثائرة بواسطة البراميل المتفجرة والقنابل الفراغية والأسلحة الأخرى، التي يذهب ضحيتها أعداد هائلة أغلبهم من المدنيين من النساء والأطفال ليس آخرها المجزرة التي اقترفها طيران الأسد بحق سوق شعبية بمدينة دوما في ريف دمشق الأحد الماضي.
صعود تنظيمات
وسط هذه الأجواء الكارثية برزت في سوريا تنظيمات وفصائل مسلحة متعددة، ولعل أبرزها صعود تنظيم الدولة الإسلامية الذي وجد حاضنة شعبية مناسبة في ظل استمرار الأسد في غطرسة سفك الدماء في البلاد.
وأشارت فورين بوليسي إلى صعود تنظيم الدولة إلى درجة أنه استولى على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، وصار يجتذب الشباب لتجنيدهم من شتى أنحاء العالم، وكأن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ أكثر عام لم يسفر عن شيء إلا عن احتفاظ التنظيم بقوته وازدياد شعبيته بشكل أكبر.
غطرسة الأسد
وأضافت أن التعذيب والقمع والاستبداد والعبودية انتشرت في سوريا وكذلك شاع الاغتصاب والاقتتال والعنف الطائفي، وانتشرت بالتزامن مع كل هذه الكوارث مئات أنواع الأوبئة التي تفتك بهذا الشعب المغلوب على أمره والتي ستبقى تصيبه لفترة قادمة.
وترى فورين بوليسي أن هذه الأوضاع الكارثية في سوريا تأتي نتيجة لتردد المجتمع الدولي ولتردد أوباما في التدخل لإيقاف هذه الحرب الطاحنة الضروس.
وتقول المجلة إن استمرار إدارة أوباما في ملاطفة إيران والسماح للأسد بالاستمرار في اقتراف الفظائع المتتالية، إنما يجعل الإدارة الأميركية تقود السوريين للارتماء في أحضان تنظيم الدولة بشكل مباشر.
المصدر : فورين بوليسي