قال مراسل (وطن إف إم) في مدينة الطبقة بريف الرقة أن تنظيم الدولة (داعش) أبلغ، ذوي المواطن ( محمد يوسف غالية – 35 عاماً) بأنه قام بإعدامه بتهمة العمالة ضد التنظيم .
وكان محمد، وهو صاحب محل تصريف عملة وحوالات مالية، قد قام بتحويل مبلغ كبير من المال (20 ألف دولار) عن طريق مكتبه، من مهاجر أوزبكستاني يقاتل في صفوف التنظيم في مدينة الطبقة إلى جهة ما في تركيا، ليتبين بعدها أن العنصر قد أقدم على سرقة المبلغ من التنظيم وتحويله إلى الخارج ثم هرب إلى تركيا، ليعتقل التنظيم محمد صاحب محل الصرافة والتحويل، واعتباره شريكاً بالسرقة بالإضافة لاتهامه بالعمالة ضد التنظيم ! .
ذوي الشاب الذي أُعدم بذنب لم يقترفه سوى أنه يقوم بعمله اليومي بمحله الذي يقصده عامة الناس، لم تكن لهم ردة فعل تذكر، حيث استقبلوا جثمان ابنهم ليدفنوه بصمت بسبب القمع والإرهاب المفروض على الأهالي في عموم المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وأيضاً كون أصولهم تعود لمدينة أريحا في مدينة إدلب، ويقيمون في الرقة منذ زمن، لكنهم لا يملكون القوة والنفوذ لمواجهة التنظيم . علماً أن التنظيم قتل وأرهب في تلك المنطقة من هم في مرتبة أصحاب النفوذ والقوة ولاسيما من العشائر ورغم ذلك لم يكن هناك أي رد بسبب الوحشية التي يستخدمها التنظيم في التعامل مع الأهالي هناك .
وبالعودة للمهاجر الأوزباكي، وكيفية حيازته على كل هذا المبلغ من المال ، قال مراسل وطن : هناك عدة طرق لجمع الأموال من قبل عناصر داعش، وتكون غالباً عن طريق تجارة النفط أو جباية الخدمات العامة (ماء – كهرباء – هاتف – نظافة)، أو عن طريق ديوان الزكاة أو مسئولو الخزانة لدى التنظيم، وفي هذه المواقع تكون هناك أموال طائلة دائماً يستطيع المسؤول عن جبايتها الاختلاس منها أو سرقتها بالكامل ومن ثم الهرب إن شاء .
وعن حوادث مشابهة واجهت تنظيم داعش في الفترة الأخيرة، أضاف المراسل : حصلت عدة حوادث من هذا النوع في مدينة الرقة كان ” بطل” أحدها مهاجر مصري (أبو عبيدة) المسؤول عن ديوان الزكاة في مدينة الرقة، عندما قام بسرقة الخزانة ومغادرة المدينة إلى خارج سوريا دون معرفة وجهته، وفي حادثة أخرى شهدتها مدينة الطبقة منذ شهرين قام احد العناصر وهو مسؤول المحاسبة على احد آبار النفط، بسرقة ما تم جمعه من أموال لمدة أسبوع من بيع النفط، من ثم الهرب، حيث يقدر المبلغ الذي قام بسرقته بحوالي 7 ملايين ليرة سورية .
وأشار المراسل : إلى أن رواتب المهاجرين في صفوف داعش تتراوح ما بين 300 و 500 دولار شهرياً، بالإضافة لراتب شهري لزوجته إن لم يكن لديها عمل يصل إلى 200 دولار شهرياً، ويصل كل طفل من أطفال المهاجرين على راتب 100 دولار شهرياً، ورغم ذلك يقوم معظمهم بسرقة الأموال واختلاسها وكأنهم قد قدموا لهذا الغرض بالتحديد .
يشار أن هذه حوادث الاختلاس والسرقة كثرت في الآونة الأخيرة ضمن صفوف التنظيم، ودائماً ما يكون مرتكبيها من المهاجرين قبل أن يتمكنوا من الفرار وغالباً إلى تركيا، لكن التنظيم يعمد في كل مرة إلى معاقبة مهربيهم أو المتعاونين معهم بقصد أو دون قصد لعدم قدرته على معاقبة الفاعل الحقيقي .
خاص – وطن إف إم