قدّمت جريدة “حزب الله” اللبنانية اعتذاراً رسمياً من اللاجئين السوريين، ومن الشعب السوري، لأن كاتباً معتمداً لديها وصف اللاجئين السوريين بالعبيد والإرهابيين.
وكان “حزب الله” قد نشر في جريدة “الأخبار” اللبنانية التابعة له بياناً وصف بـ”حاد اللهجة” ضد أحد الصحافيين الذين تربطهم صداقة متينة مع بشار الأسد، وكذلك مع حسن نصرالله، الأمين العام للحزب.
وقالت “الأخبار” في بيانها إنها تعتذر من الشعب السوري على “الخطأ التحريري الفادح” بعدما نشرت مقالا للكاتب الأردني ناهض حتر، عرّض فيه باللاجئين السوريين، وصوّرهم بأبشع الصفات والنعوت.
إلا أن الرأي العام السائد، بين السوريين، لاجئين أو مقيمين، لم يقتنع بالاعتذار واعتبروه ذرا للرماد في العيون.
خصوصا أن ناهض حتر، سبق له أن أساء للسوريين، وبرعاية من إعلام “حزب الله” وبالأخص أن ناهض حتر على صداقة متينة بـ بشار الأسد واستقبله الأخير أكثر من مرة، كما أنه دأب على شتم الثورة السورية والثوار، في إعلام “حزب الله”.
ويبدو أنه الآن قد حمل جواز سفره، وطار أو ركب البحر، ليطارد اللاجئين السوريين وينتقم منهم وفاءً لصديقه بشار الأسد ، الذي كان أسعد الخلق بوصف اللاجئين السوريين بهذه الصفات.
وكان حتر قال في مقاله الذي عادت وحذفته “الأخبار” اللبنانية بعد نشرها للاعتذار، إن “جمهور ما كان يسمّى الثورة، هو الأكبر بين اللاجئين إلى الدول الغربية” وإن هؤلاء اللاجئين كانوا “حتى الأمس القريب على الجبهات”.
ثم تحدث عن وجود 4000 داعشي بين هؤلاء. معرضا حياتهم للخطر بعد كل ما لاقوه من ويلات حرب رئيس النظام السوري.
إلا أن حتر، لم يتوقف عند اتهام اللاجئين السوريين، بأنهم مسلحون مقاتلون وبينهم دواعش، فضلا عن تحديد العدد الذي استلهمه من مصادر معينة، بل أوغل في إهانتهم بقوله إن من بعض أسباب اللجوء السوري هو أن تركيا “تريد التخلص من عملائها الإرهابيين”! وأن تركيا “تريد منحهم فرصة للفرار”!
ثم بدت شهية الكاتب الأردني مفتوحة على مصراعيها للانتقام من خصوم صديقه بشار الأسد ، والذي يعتبره ناهض حتر “رمز العروبة والمقاومة”، وسبق لحتر أن طالب المسيحيين باعتبار نصرالله وبشار الأسد حارسين للوجود المسيحي في المنطقة والعالم.وأن “المقاومة” وبشار الأسد هما اللذان سيحافظان على الكنيسة المشرقية!
فلم يكتف بما وصف به اللاجئين السوريين، فأوغل أكثر في نحت تعابير لا تخطر على قلب بشر، خاصة أنه وصفهم بالعبيد، بعدما كان وصفهم بالإرهابيين والدواعش والمسلحين.
فقال عن ظاهرة اللجوء السوري إن أسبابها: “لنقل قسم أكبر من اللاجئين إلى دول تحتاج قوة عمل الملايين من “العبيد” الجدد للرأسمالية”.
مضيفا أن قسماً كبيرا “من المجاهدين السوريين” سينخرطون في “التجييش الأميركي في حرب جديدة دفاعاً عن الإسلام”! وكانت هذه “التريقة” والسخرية من أطياف اللجوء السوري، ووصفهم بالعبيد والنيل من “المجاهدين” عبر وصفهم بالعملاء للجيش الأميركي، هي على ما يبدو قاصمة ظهر “حزب الله”، بعدما تلقى حسن نصرالله نصيبه الكامل، عداً ونقداً، من تعليقات السوريين الذين يموتون على شطآن العالم.
فقالوا لنصرالله: تقتلنا في سوريا وتلاحقنا إلى أوروبا. هل أنتَ “كوليرا” تتنقل بين القارّات؟! وقال آخر: يا نصرالله لسنا نحن العبيد.
بل أنت عبد أسيادك في طهران وثوار سوريا سيعلّمونكم كيف تتحدثون بأدب عن ضحاياكم أنتم وشريككم بالقتل بشار. جايينكم. نقسم بالله.
المصدر : العربية