وجه قادة عسكريون في المعارضة السورية، اتهامات لنظام الأسد بـ “اتباع سياسة الأرض المحروقة، لتحقيق نصر بأي ثمن بالتزامن مع تعزيز الوجود الروسي”، وفقاً لتعبيرهم.
وقال القادة في حديثهم للأناضول، اليوم الإثنين، إنه بعد عجز قوات النظام عن اقتحام مدينة تدمر وسط البلاد برياً، بدأ يسعى إلى تحقيق نصر بأي ثمن تزامناً مع تعزيز الوجود الروسي في سوريا، ليظهر نجاعة الأخير في “مكافحة الإرهاب”.
وبهذا الخصوص، قال مؤسس الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، إن “النظام يتبع سياسة التدمير والقتل الممنهج ضد المدينة وسكانها، وهي عادة درج عليها منذ بدء عملياته العسكرية في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث لجأ إلى هذه الطريقة في كل المدن والبلدات التي خرجت عن سيطرته أو تلك التي عجز عن اقتحامها بالقوات البرية”.
وتتعرض تدمر الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ نحو عشرة أيام لحملة قصف عنيف غير مسبوق من طائرات النظام، بعشرات البراميل المتفجرة والصواريخ يومياً، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، ودمار كبير فيها امتد للمناطق الأثرية، إلى جانب نزوح الآلاف من سكان المدينة باتجاه الرقة شرق سوريا، وذلك بحسب ما أكدته مصادر محلية للأناضول.
وأشار الأسعد أن “الإعلام العالمي لا يدخر جهداً على التركيز على ما تقوم به داعش من تخريب وعمليات قتل، لكنها تتغاضى إلى حد كبير عن عمليات التدمير الممنهج والقتل التي يقوم بها بها النظام”، مشيراً إلى أن “المجتمع الدولي شريك للنظام في تدمير سوريا، من خلال صمته وعدم القيام بما يحول دون استمرار تدمير سوريا خلال السنوات الـ4 الماضية”.
من جانبه، ربط ياسر أبو محمد، القائد الميداني في كتائب عمر بن الخطاب العاملة في ريف حمص، القصف العنيف على المدينة، ببدء التدخل الروسي في سوريا وإقامة قواعد روسية في المنطقة، مرجحاً عملاً عسكريأ قريبأ ضد المدينة بدعم لوجستي وإشراف روسي مباشر.
وأضاف أبو محمد، أنه في حال تمكنت قوات النظام من السيطرة على المدينة، فإنه سيقوي الموقف الروسي في سوريا، ويمنحها نصراً معنوياً وستقوم بإبراز ما تعتبره الجانب الإيجابي في تدخلها، على اعتبار أنها ستكون قد حققت نصراً على الإرهاب، وهي الذريعة التي ساقتها لتبرير تعزيز وجودها في سوريا.
وعن الوضع العسكري في محيط تدمر، أوضح الناشط الإعلامي المعارض عبد العليم أبو الزين، أنه حتى اللحظة لا توجد حشود عسكرية للنظام عند تخوم المدينة، أو تحركات تشير لنية تقدم بري، عدا تواجد غير مسبوق لعناصر إيرانية، والتي أعلن قبل أيام التنظيم عن قتله لسته منهم في كمين نصبه لهم على طريق عام حمص – تدمر.
وكان تنظيم داعش أحبط في آب/أغسطس الماضي، عملية عسكرية برية لقوات النظام، تقدم فيها إلى منطقة “الدوة” 10 كيلو متر غربي تدمر، ضمن حملة أطلق عليها موالو النظام “حملة استعادة تدمر”، حيث استعاد داعش كل النقاط التي سيطر عليها النظام، وتقدم بعدها ليفرض سيطرته على بلدة القريتين، ويحاصر مطار التيفور العسكري شرق حمص.
المصدر : الأناضول