أخبار سورية

“أبو علي بوتين” يخطف الأضواء من “أبو حافظ بشار”

نجم الصفحات الموالية لـ بشار الأسد، هو بلا شك، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أصبح اسمه “أبو علي بوتين”.

ولوحظ في الساعات الأخيرة، وبعيد التدخل العسكري الروسي لإنقاذ بشار الأسد، من سقوط وشيك، أن صور بشار الأسد بدأت بالاضمحلال، في مقابل توسع صور الرئيس الروسي، ومن خلال “التفنن” الهَوَسي” بصور الطائرات الروسية والقاذفات.

وقد أدى التركيز المفرط على الجيش الروسي، ودوره في حماية النظام ، إلى درجة احتج فيها كثير من أنصار النظام على هذا التكريم المفرط، وبأن لا يجب “نسيان أبطال جيشنا”، بسبب تجاهل وإهمال كل “نجوم الموالين” التي كانت تتنقل بين الصفحات، تنقّل الغزلان في الصحاري.

تعود قصة “أبو علي” إلى مجموعة من التعابير والمخاطبات الشفوية التي درجت في أوساط الجيش السوري منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، حيث ينادى على الفرد أو الضابط، بهذا اللقب أو النسبة. وهي دلالة من دلالات الأصل المناطقي للمنادى عليه.

ومثلها كان يخاطب الرئيس السابق حافظ الأسد بـ”أبو سليمان” تيمناً بأبيه.

حافظ الأسد لم يسمّ أحداً من أبنائه باسم أبيه مفرط القسوة

علماً أن الرئيس السابق لم يسمّ أحداً من أبنائه باسم أبيه، لسبب غير معلوم.

إلا أن تكهّنات رأت أن سبب عزوف حافظ الأسد عن تسمية واحد من أبنائه باسم جدّهم، هو أن سليمان الأسد، والد حافظ وجد بشار، كان مفرطاً في القسوة في تعامله مع أبنائه.

وكان يضرب الواحد منهم ضربا مبرّحاً ومهيناً وأمام العامة.

وتنقل الأخبار من المنطقة، أن لحافظ الأسد أخاً انتحر بسبب ما تعرض له من ضرب مفرط على يد أبيه سليمان.

حيث وضع بندقية الصيد “الجفت” في فمه وأطلق النار، فقضى في وقته على الفور.

ولم يكن سبب تعرضه للضرب إلا أنه قد اضاع النقود التي حمّله إياها الأب. ولمّا سأله عن كيفية ضياع النقود في الطريق، لم يجد الابن المنتحر سببا يقنع فيه الأب.

فقام الأخير بضربه ضرباً مبرحاً أمام أهل القرية. ولم يكن من المسكين إلا أن أقدم على الانتحار بسبب الإهانة والتحقير أمام الجميع. وهذه القصة “توجع” آل الأسد كثيراً، لما فيها من إهانة عميقة لجد الأسرة الذي كانت قسوته سبباً في انتحار ابنه.

من هنا، يقول العارفون، عزف حافظ عن أن يكنى بـ”أبو سليمان” رسمياً – كان الناس يخاطبونه بأبي سليمان نفاقاً وتجميلاً بينما هو أصلا لم يسمّ واحداً من أولاده باسم أبيه- بل كان “أبو باسل” وهو ابنه الأكبر الذي قضى في حادث سير أول تسعينات القرن الماضي.

حيث اضطر مرة ليقول مداعباً جمهور رياضة الخيول: “لقد ظلمت معكم وأنت تنادون على السيد الرئيس بأبي سليمان، بينما هو أبو باسل. فضيّعتم حقي”.

أبو حافظ بشار وأبو علي بوتين

الابن البكر لـ بشار الأسد تسمّى بحافظ، على الفور، تيمناً بجدّه الرئيس السابق.

على عكس حافظ الأب الذي رفض تسمية واحد من أبنائه باسم أبيه. وبدأ نداء “ابو حافظ” يغزو شفويات الشارع الموالي منذ سنوات، وازداد كثافة في سنوات الثورة السورية ضد حكم الأسد.

بعد أن كبر الحفيد وتعرف إليه الشارع الموالي وتلقى التبريكات على إتمام مرحلة التعليم الأساسي. الآن، يغزو “أبو علي بوتين” ألسنة أنصار الأسد. فهم في الأصل قد تلقوا “تربية عسكرية لا تؤمن إلا بالأقوى والأضعف” كما تقول مناهج نقدية.

أي أن العقلية العسكرية تفترض أن الآخر “إما فوق أو تحت، إما آمر أو مأمور”. فجاء “أبو علي بوتين” ليعكس تلك الثقافة التي لم تترك في أي شعب “إلا دماراً قيمياً بالغ الخطورة”.

إذ ليس من الطبيعي أن يكون محدّثك إما خاضعاً لأوامرك أو أن تكون خاضعاً لأوامره. فهناك احتمال “أن يكون مثلك، لا آمر ولا مأمور”.

استولى “أبو علي بوتين” على “أبو سليمان” و”أبو حافظ” انطلاقاً من الذهنية العسكرية التي لا تترك إلا مستويين للتعامل: تَأْمر أو تُؤمَر. وهذا ما جرى، وانتشر “أبو علي بوتين” كالنار في هشيم ألسنة الموالين وصفحاتهم.

بل توسّع الاستخدام إلى درجة أن الشارع الموالي ضاق ذرعاً بشائعة مفادها أن هناك اتجاهاً لحل قوات ما يعرف بالدفاع الوطني والميليشيات المرتبطة به.

فقال بعض الموالين إن هذا “بسبب الروس” هم الذين يريدون حل قوات الدفاع الوطني.

وعبروا عن سخطهم لما يقوم به “أبو علي بوتين” بدلاً من مؤسسات “وزارة الدفاع” أو بدلا مما يجب أن يقوم به “أبو حافظ بشار” الذي أصبح أثراً بعد عين التدخل الروسي العسكري، إلى درجة قول بعض الظرفاء إنه لو ترشّح بوتين مقابل بشار، للفوز بمنصب محافظ اللاذقية، لفاز “أبو علي بوتين” بأغلبية ساحقة.

المصدر : العربية

زر الذهاب إلى الأعلى