شن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم هجوما كبيرا على مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية والذي اختتم اعماله عصر الخميس، متهما إياه بالخضوع لأجندات أطراف خارجية وبأن هدفه الأساسي كان هو محاولة اضفاء شرعية على بعض المنظمات والفصائل المسلحة “المشتقة من تنظيم القاعدة”.
وقال مسلم ” هم رغبوا ان يستبقوا مؤتمر الأردن الذي خصص لتصنيف المنظمات الإرهابية من غيرها من الفصائل والمنظمات المسلحة المتواجدة بسورية ..فدعوة كل من جيش الإسلام وأحرار الشام وجيش الفتح وأولوية مراد سلطان وكل هؤلاء ممن يعتبرون “مشتقات للقاعدة” للمؤتمر هو محاولة لإضفاء شرعية رسمية عليهم بمنحهم صفة ممثلي المعارضة السورية ..
في مقابل استبعاد المكونات الحقيقة التي تمثل الشعب والمعارضة السورية “ وأضاف ” منذ البداية استبعدوا كيانات أخري تمثل بالفعل قوى معارضة عربية وكردية وتركمانية فضلا عن شخصيات سياسية وطنية معروفة بمعارضتها للنظام .. ..
وذلك برأيي لمعرفتهم مسبقا بأن تلك القوى والشخصيات التي عمدوا لاستبعادها لن يدعموا مواقف أو يلبون أجندات تلك الأطراف الخارجية “.
ويري رئيس حزب الاتحاد ان كثيرا من توقعاته بعدم قدرة مؤتمر الرياض على طرح حل سياسي جدي للأزمة قد تحققت بالفعل، مرجعا ذلك لكونه لم يمثل من البداية كافة أطياف القوى السورية المعارضة ولا كل الشعب السوري بالأساس.
وقال موضحا في انتقاده لمخرجات المؤتمر ” الأولوية كان يجب ان تكون لإيقاف نزيف دماء الشعب السوري المستمر وايقاف سقوط المئات يوميا كضحايا بين قتيل وجريح.. ولكنهم بالأمس ومنذ خمس سنوات كاملة يطالبون باستمرار بضرورة رحيل الأسد وهو لا يرحل والمئات من السوريين تموت كل يوم “ وتابع “ثم ان كل القوى الغربية غيرت مواقفها بعد وصول الإرهاب الذي زرعوه في سورية إلى عقر دارهم وبالتالي باتت أولوية هؤلاء محاربة الإرهاب أولا وأخيرا “.
واستطرد ” هذا المطلب قد تم تضخيمه بشكل كبير بحيث صار مصير وطن مرتبط بمصير فرد واحد هو الأسد” . يذكر ان الأطراف المجتمعة بمؤتمر الرياض اتفقت في بيان ختامي على مجموعة من النقاط أهمها تشكيل هيئة سورية موحدة أطلق عليها اسم “الهيئة العليا للمفاوضات”، سيكون مقرها مدينة الرياض، لتتولى مهام اختيار الوفد التفاوضي، وتكون مرجعية المفاوضين مع ممثلي النظام نيابة عن المجتمعين.
كما اتفق المشاركون على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة، دون أن يكون لبشار الأسد، وأركان ورموز نظامه، مكان فيها، أو في أي ترتيبات سياسية قادمة..
وفي رده على تساؤل حول موقفه من تلك القضية أي بقاء الأسد ضمن المرحلة الانتقالية من عدمه ، أجاب مسلم ” بالتأكيد لن يبكي أحد اذ ذهب أو بقي …ولكن الأولوية عندي هي إيقاف نزيف الدم السوري وإيقاف سقوط الضحايا وليذهب الأسد بعد شهر أو 18 شهر ، بالنهاية سيذهب وسيذهب وبلا عودة “.
وفي ذات السياق نفي مسلم ما ردد عنه من تصريحات حول ان رحيل الأسد يعني تعرض مليون علوي للقتل ،مشددا بالقول ” لا لم يحدث ان صرحت بمثل هذا الحديث ..الأسد هو شخص استبدادي ديكتاتوري ..ولكن إسقاطه بالشكل الذي يريده السلفيون يعني كارثة لكل السوريين لا لطائفة بعينها حيث سيكون البديل هو الفراغ والفوضى والفشل للدولة أو قد نسقطه الآن لنأتي بأبو بكر البغدادي محله ؟ !”
ونفي مسلم ان يكون هجومه على المؤتمر منبعه عدم توجيه الدعوة للمشاركة به ، مشددا بالقول ” قدمنا قائمة بأسماء ممثلي “قوات سورية الديمقراطية” وممثلين للإدارة الذاتية الديمقراطية وتم استبعادهم جميعا …
اما اسمي فكان ضمن قائمة ممثلي هيئة التنسيق الوطنية وتم استبعاده أيضا ..لقد اراحوني فانا كشخص وكحزب لست معني بإضفاء شرعية او الاعتراف بمشتقات القاعدة”.
وسخر مسلم من تصريحات رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون والتي برر فيها عدم توجيه مؤتمر الرياض دعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي وله شخصيا عبر وصفه بكونه مواليا لنظام الأسد ، قائلا ” هذا كلام فاضي.. لقد تعرضت مناطقنا قبل اي مناطق آخري لقصف النظام وكانت لدينا معارك ضارية معه ووقعت خسائر بصفوفنا من قتلى وجرحى ..ولكننا استطعنا تحرير مناطقنا من سيطرة النظام في …2012ثم سلطوا علينا السلفيين الجهاديين وأعني داعش واخواتها “.
كما نفي مسلم ما يردد حول ان مؤتمر” سورية الديمقراطية ” والذي دعا إليه حزبه وعقد بنفس توقيت مؤتمر الرياض تقريبا في مدينة المالكية بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية كان محاولة للتشويش على مؤتمر الرياض ، مشددا على ان مؤتمر “سورية الديمقراطية ” تم الاعداد له وتحديد موعده منذ أربعة اشهر وبالتالي لم يهدف للتشويش على أحد.
وأوضح بالقول ” بالعكس مؤتمر الرياض هو من يشوش على مؤتمرنا ،مؤتمر الرياض بالأساس عقد بشكل طارئ جرى تبكير انعقاده أسبوعا ، فقد كان مخططا ان يعقد نصف ديسمبر ولكن كما قلت رغبة البعض في استباق مؤتمر الأردن لتصنيف الفصائل بين إرهابية من عدمه جعلتهم يقدمون موعده “.
وحول ماهية وأهداف مؤتمر “سورية الديمقراطية “قال مسلم” هو يمثل جميع القوى المعارضة والوطنية الموجودة بالداخل السوري وكنا نتمنى ان تشارك أيضا القوى الموجودة بالخارج ولكن هذا للأسف غير مستطاع بسبب الحصار المفروض علينا من قبل كل من النظام وتركيا وحزب العمال الكردستاني”.
و ذكر ” هو أول مؤتمر للسوريين على أرض سورية محررة من سيطرة النظام وداعش واخواتها من المنظمات السلفية الجهادية …بحيث يستطيع كل سوري أن يأخذ قراره بحريته بدلا من التواجد في أي عاصمة عربية أو دولية سواء تركيا أو الرياض أو جنيف أو موسكو. .وقد أكدنا قبل عقده أننا نرحب بالجميع لحضوره بما في ذلك الائتلاف الوطني …بالطبع لا علم لي بالتفاصيل الخاصة بإرسال الدعوات ولكن اللجنة التحضيرية للمؤتمر أكدت أنها دعت للجميع “.
واشار الى ان ” رسالتنا هى ان القرار يجب ان يكون في يد السوريين فقط لانهم من يقررون شكل الحكم والصراع مع النظام واي مسار يريدون السير به وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا على أرض سورية …ونتمنى ان تنفتح الدول الغربية التي تكرر انها صديقة ومساندة للشعب السوري على مؤتمرنا ..خاصة وأننا نمثل تيارا هاما يجمع ويتوافق عليه أغلبية السوريين وهو تيار الديمقراطية العلمانية “.
وأختتم مؤتمر سورية الديمقراطية اعماله أمس باتفاق المشاركين فيه على تشكيل كيان سياسي مواز لـ”قوات سوريا الديمقراطية” التي تضم فصائل كردية أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية وأخرى عربية .
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد اعلنت توحيد جهودها العسكرية مع فصائل عربية في تشرين اول/ أكتوبر الماضي تحت اسم قوات سورية الديمقراطية وتمكنت من تحقيق تقدم بارز في الشمال السوري.
وحول موقفه من المنطقة الأمنة التي تسعي تركيا لإقامتها شمال سورية ، قال ” هذه محاولات لتجسيد وتحقيق الأطماع التركية والحلم العثماني القديم بالهيمنة على الدول العربية بأي طريق فهم تارة يريدون منطقة أمنة بسورية ويرسلون دون استدعاء جنودا للعراق..
ومع كثرة الشكوك والشبهات حول وجود علاقة بين داعش وتركيا ..خاصة مع ما يعرف عن تركيا بأنها تفعل أي شيء لتمرير مخططاتها الجميع يشعر بالقلق “ إلا ان مسلم عاد وطمأن الجميع ان ذلك الحلم العثماني غير قابل للتحقق بسورية حتي لو حصلت تركيا على دعم خارجي غربي، مشددا على ان الجميع سوف يعتبر دخول أي قوات تركية هو احتلال جديد للأراضي السورية ينبغي التصدي له ”
وأبدي مشاركته لحالة الدهشة التي تصيب البعض جراء التناقض للمواقف الأمريكية الداعم للأكراد في محاربتهم لداعش من جهة دعمها في الوقت نفسه لسياسات تركيا المناهضة لأكراد سورية فضلا عن كونها البوابة الأوسع لتسلل العناصر الجهادية للداخل السوري، وقال مازحا ” انا شخصا لم اجد اجابة على هذا التساؤل ..وعندما طرحته في حديثي في هذا الشأن مع الجانب الأمريكي لم يعطوني إلا إجابة مختصرة هي انهم يتعاونون معنا في محاربة الإرهاب فقط.
“ وتابع ” نحن مشكلتنا ليست من يتعاون مع من …نحن ندافع عن وجودنا ..لأننا نشعر ان هناك هدف بتصفية المكون الكردي “ واختتم مسلم حديثه بالتأكيد على ان ” الهدف الأكبر هو تحرير كل سورية .
والحمد لله استطعنا تحرير كل المنطقة الكردية من يد داعش باستثناء المنطقة الفاصلة إعزاز وجرابلس البالغ مساحتها حوالي 90 كيلو مترا وبأذن الله سنحررها قريبا”.
المصدر : د ب أ