بعدما ظهر على شاشات التلفزة “محللاً سياسياً” أو “خبيراً استراتيجياً” أو ضيفاً على الفضائيات للدفاع عن نظام الأسد، ظهر الدكتور سليم حربا، اللواء السابق في جيش الأسد، في بزة عسكرية رسمية، في إحدى نقاط الاشتباك في ريف اللاذقية الشمالي.
وكان اللواء حربا، والحامل لشهادة دكتوراه، يعرّف بكونه ضابطاً سابقاً في جيش الأسد، وعادة ما توضع تعريفات له من قبيل المحلل والمفكر أو الاستراتيجي، وتستضيفه فضائيات كثيرة بصفته تلك.
وكان يعرف عنه الإطالة في الكلام، إلى الدرجة التي يضطر معها مقدّمو البرامج إلى مقاطعته كثيراً في كلامه، وكان هو لا يخفي امتعاضه من تلك المقاطعات، وحتى لو كانت الشاشة التي تستضيفه محسوبة على نظامه.
في الساعات الأخيرة، ظهر “اللواء” سليم حربا، هذه المرة، في الزي الرسمي لجيش الأسد، في منطقة من مناطق ريف اللاذقية الشمالي الذي تقصفه الطائرات العسكرية الروسية لصالح نظام بشار الأسد.
ولم تذكر الأنباء ما إذا كان الضابط السابق قد استعاد بزته العسكرية الرسمية.
خصوصا أنه ظهر إلى جانب ضباط من رتب رفيعة وهو إلى جانبهم في بزة عسكرية يفترض أن لايرتديها إلا بصفة رسمية، خاصة أن البزة التي يرتديها كانت تحمل إشارة إلى الرتبة العسكرية، كما يظهر في صورته التي تبرز الرتبة العسكرية على “الفيلد” العسكري الذي يرتديه.
واحتفلت عشرات الصفحات والمواقع الموالية لنظام الأسد، بظهور “المحلل السياسي والاستراتيجي” سليم حربا ببزة عسكرية، دون أن يتساءل أي من تلك المواقع عن حقيقة هذا الظهور، وما إذا كان يعني أنه أصبح “محللا سابقا” بعدما كان ضابطاً سابقاً.
وتشير مصادر مختلفة إلى أن نظام الأسد، يعتمد كثيراً على منسوبيه السابقين في الجيش، أو موظفيه السابقين في الدولة، للظهور على وسائل الإعلام للدفاع عن نظامه بشتى السبل.
إلا أن الجديد في هذا السياق، هو وضع رتبة عسكرية على ضابط سابق، استضافته وسائل الإعلام العربية والأجنبية، لا بصفته ضابطاً في جيش الأسد، بل بصفته “محللا استراتيجيا” أو أقله ضابطاً سابقاً.
ما يحتم على وسائل الإعلام، تلك، أن تتحرى عن تلك الصفة الجديدة، قبل وضع تعريف “محلل استراتيجي” بعدما ظهر ببزة عسكرية رسمية حاملة لرتبة عسكرية، فقد يكون النظام قد أعاد له هذه الرتبة مكافأة له على ولائه.
لأنه في هذه الحالة، كما تؤكد مصادر كثيرة، أصبح جزءاً عاملاً في جيش النظام الذي يقتل الشعب السوري، ولم يعد “محللاً استراتيجياً” يدلي برأيه من موقع شخصي.
المصدر : العربية