نشر “المرصد السوري لحقوق الانسان” أمس، تفاصيل الاتفاق الذي تم بين “جبهة النصرة” وقوات النظام في درعا والذي قضى بانتقال 212عنصراً من “جبهة النصرة” من درعا إلى محافظة إدلب بمرافقة ضباط من النظام .
وفي التفاصيل تمت الصفقة الأخيرة عبر وسطاء من أبناء محافظة دير الزور تمت تسميتهم وهم “كمال محمد عبدالله الجعيلة” و”عبيد الخليفة” بالإضافة إلى ابن شقيق رئيس فرع “اﻷمن السياسي” التابع للنظام بدمشق.
وبحسب “المرصد” تمت هذه الصفقة بتعليمات من القائد العام “لجبهة النصرة” أبو محمد الجولاني، حيث نص على الإفراج عن 3 ضباط إيرانيين كانوا قد أسروا في وقت سابق بمحافظة درعا، مقابل مبلغ مادي ، وانتقال لقياديين وعناصر من “جبهة النصرة” من محافظة درعا، غالبيتهم الساحقة من أبناء محافظة دير الزور، ومقربين من أبو محمد الجولاني .
وتم انتقال العناصر على مرحلتين في الخامس والـ 21 من ديسمبر/كانون الأول من العام 2015، من مدينة إزرع بمحافظة درعا إلى إدلب، مروراً بمناطق سيطرة النظام في سيارات رفع عليها رايات ميليشيا “حزب الله اللبناني”، كي لا يتم إيقافها وتفتيشها على حواجز قوات النظام.
وتم هذا الاتفاق وسط تكتم شديد من الجانبين، الأمر الذي يثير الشكوك حول أن صفقات أخرى من هذا النوع تمت مع “جبهة النصرة” وفصائل أخرى بشكل غير معلن.
وأثار دخول عشرات المقاتلين من “جبهة النصرة” برفقة عوائلهم وعتادهم الكامل إلى مدينة “إزرع” التي تسيطر عليها قوات النظام العديد من التساؤلات يومها، ليتبين السبب بعد أيام بعد ظهور “أبو ماريا القحطاني” ومقاتليه في محافظة إدلب، وصدور قرار بعزل أمير القطاع الجنوبي “أبو إياد الطوباسي” الملقب أبو “جليبيب” الأردني وتعيين “أبو أحمد أخلاق” أميراً لـ”النصرة” في الجنوب وهو سوري الجنسية.
ويعتبر “أبو ماريا القحطاني” الرجل الثاني في “النصرة” بعد أبو محمد الجولاني، وكان المسؤول الشرعي للجبهة، وقائدها في محافظة دير الزور قبل سيطرة “تنظيم الدولة” على المدينة.
ويعزو بعض المتابعين الاتفاق الأخير إلى الخلافات التي عصفت بـ”النصرة” في الجنوب منذ قدوم “القحطاني” إلى درعا، واتهام عناصره بتنفيذ سلسلة اغتيالات بحق شخصيات، منها من اتهم بمبايعة “تنظيم الدولة”.
يضاف إلى ذلك وجود مئات المقاتلين من أبناء المنطقة الشرقية في الشمال السوري يعتبر ولائهم “للقحطاني” كبيراً، فضلاً عن سلسلة خلافات في البيت الداخلي “للنصرة” ظهرت جلياً بقرار عزل أمير القطاع الجنوبي “أبو جليبيب” بعد وصول القحطاني إلى الشمال السوري مباشرة.
ويوصف تفكير “الطوباسي” في درعا بحسب ناشطين “بالغلو” وبسياسته “الإقصائية” التي تسببت في حدوث الكثير من الخلافات في صفوف القطاع الجنوبي للجبهة .
يذكر أن “أبو جليبيب” تعرض لمحاولة اغتيال قبل مدة، ونفت الجبهة يومها الأنباء التي تناولت خبر مقتله أو إصابته.
وطن إف إم