أخبار سوريةإدلبقسم الأخبار

الشبكة السورية تدين إلغاء “حكومة الإنقاذ” فعاليات الألعاب البارالمبية في إدلب

أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلغاء ما تسمى “حكومة الإنقاذ” (الجناح الإداري والمدني لهيئة تحرير الشام) فعاليات الألعاب البارالمبية في إدلب مؤخراً.

 

وفي تقرير لها، قالت الشبكة إنه في 26/ آب الماضي، نظمت منظمة“بنفسج – Violet Organization” دورة للألعاب البارالمبية بمشاركة 333 لاعب من ذوي الاحتياجات الخاصة، في الملعب البلدي في مدينة إدلب حيث تأتي هذه الفعالية بالتوازي مع دورة باريس للألعاب البارالمبية، تبدأ في 26/ آب وتستمر حتى 12/ أيلول/ 2024، وفق برنامج معدٍّ مسبقاً لجميع الفعاليات يتضمن ثلاث مراحل، متفق عليها بكافة تفاصيلها، وذلك ضمن عقود موقَّعة بين المنظمة وحكومة الإنقاذ.

 

وأضاف التقرير أنه “تم التحضير والتدريب على هذه الفعاليات على مدار عدة أشهر سابقة، وتهدف إلى تسليط الضوء على فئة ضعيفة ومهمَّشة في المجتمع، وهي ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا لإصابات أدت إلى إعاقات لهم ناتجة عن عمليات القصف الجوي التي قام بها بشكل أساسي النظام السوري وحلفاؤه على مدى سنوات، وإعاقات ناجمة عن زلزال شباط/ 2023”.

 

وتابع التقرير أن الجزء الأول من الفعالية التي أقيمت في 26/ آب تضمّن إشعال شعلة البداية، وفق ترتيبات وأماكن تم الاتفاق عليها مع حكومة الإنقاذ، حيث تم تحديد مسار مرور الشعلة وصولاً إلى الملعب البلدي، بالإضافة إلى أماكن التصوير والشخصيات المشاركة وكافة تفاصيل الفعالية، وصولاً لحفل الافتتاح ودخول الشعلة إلى الملعب وإشعال المرجل الكبير بالنار في الملعب، وفي هذه الأثناء انحنى حامل الشعلة للجمهور لتحيتهم أمام المرجل الكبير الذي كان خلفه، مما أدى إلى بدء انتقادات واسعة في اليوم التالي، من قبل عدد من الشرعيين منهم من المحسوبين على هيئة تحرير الشام وآخرين، هاجموا فيها الفعاليات واعتبروها مخالفة للشريعة الإسلامية وتشبه بالغرب والكفار، لاسيما فعالية إضاءة الشعلة وقالوا إنَّها ترمز لـ “معتقدات وثنية”، ومنهم مَن دعا لإعادة تفعيل “جهاز الحسبة” في إدلب. (هناك بعض الشرعيين اعتبروها عادة وتقليداً لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية).

 

في 28/ آب/ 2024، استدعى مكتب تنسيق العمل الإنساني التابع لحكومة الإنقاذ مسؤول العلاقات في منظمة بنفسج إلى مقرهم في مدينة إدلب، وطلب المكتب من المنظمة نشر بيان اعتذار عن تحية الشاب الرياضي ونشره على معرفاتها، لكن المنظمة أكدت على أنَّ جميع الأنشطة تمت وفق الاتفاقيات الموقَّعة.

 

لاحقاً، فوجئت المنظمة بتصريح من حكومة الإنقاذ قالت فيه إنَّ ما حصل في الفعالية مخالف للثقافة والعادات والتقاليد، وجاء التصريح على لسان مدير العلاقات العامة في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية، طارق العلي، وقال فيه إنَّ منظمة “بنفسج” تقدمت بمشروع إقامة “أنشطة رياضية لذوي الإعاقة”، وأخذت الموافقة عليه أصولا ًكفعالية رياضية، وفق التقرير.

 

وأضاف أنَّه خلال تنفيذ المشروع، قامت المنظمة بتنفيذ مهرجان احتفالي خارج تخصصها يتطلب إجراءات خاصة، وإحالة إلى الجهة المختصة في إدارة الشؤون السياسية، ما سبب وقوع العديد من التجاوزات في النشاط المذكور، والتي “تخالف ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا“.

 

ودعت الشبكة، “حكومة الإنقاذ” إلى احترام عمل المنظمات الإنسانية التي تقدم خدماتها في مناطق سيطرتها، وضمان سلامة العاملين فيها، والالتزام بمعايير القانون الدولي لحقوق الإنسان، كما طالبت بمحاسبة المتطرفين داخل الحكومة، وإصدار اعتذار رسمي للمنظمات المتضررة، مع التأكيد على أن هذه التهديدات لن تتكرر في المستقبل.

 

يذكر أن منظمة بنفسج كانت أعلنت إقامة فعالية لذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة إدلب في 28 آب، تحت شعار “لنا أجنحة”، بالتزامن مع انطلاق الألعاب البارالمبية في العاصمة الفرنسية باريس.

 

وأضافت: “الألعاب البارالمبية قادمة إلى إدلب، 333 بطلاً من أصحاب الهمم يستعدون لرفع سقف التحدي والإرادة عالياً، ليُثبتوا أن التحديات ليست إلا حوافز لتحقيق التميز.. كونوا على الموعد وشاهدوا كيف يصنع الأبطال المعجزات”.

 

وأثير جدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين رافض لتقليد الغرب، وبين من يرى أن مثل تلك الفعاليات تخرج الناس من أجواء الحرب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى