بدأت في مدينة إسطنبول التركية، صباح اليوم الثلاثاء، أعمال “الملتقى السوري الأول للتمكين المجتمعي”، بهدف “إنشاء مجتمع سوري أفضل من خلال عدة برامج علمية واقتصادية”، بحسب منظميه.
وينظم الملتقى، من قبل “المعهد السوري الإنساني للتمكين الوطني”(غير حكومي)، ويشارك فيه إلى جانب الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، العديد من النخب السياسية السورية والعربية، ويستمر ليوم واحد.
وقالت مديرة المعهد، رانيا قيسر، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى “، إنه “تم تأسيس المعهد من أجل إنشاء مجتمع أفضل والارتقاء بمكوناته”.
و”المعهد السوري الإنساني للتمكين الوطني”، يعرّف نفسه بأنه “مؤسسة إنسانية، مستقلة، حيادية وغير ربحية مهمتها، تمكين الإنسان السوري من استقلال الرأي وحرية القرار”.
وأضافت قيسر “نحاول أن تكون برامجنا فعالة ومفيدة للناس، لأننا نمتلك الإحساس بالمسؤولية والرغبة في عالم أفضل، وإن سيادة القرار تحصل من خلال الاكتفاء الذاتي”.
وتابعت “يجب علينا أن ندعم التنمية المستدامة في المجتمع السوري، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإن المستقبل الذي نريده هو أن يعيش السوريون في موطن تسوده العدالة والازدهار وأن يكونوا هم من يساعدون الآخرين”.
واستطردت بالقول “إننا نتطلع إلى أن تكون سوريا دولة مواطنة، قادرة على اتخاذ قراراتها دون أي إملاءات أو قمع، وأن يعيش فيها المواطنون ضمن مجتمع قوي ويطبقون قوانين حقوق الإنسان، وأن يعيش فيهم الأقل حظًا بثقة وأمان، ويصبح جميع المواطنين لديهم مسؤولية تطوير أمتهم”.
وأشارت قيسر، أن “المعهد استطاع تفعيل خمسة مشاريع لمحو الأمية، وإيجاد مشاريع تأهيل للأطفال، وبرامج لإعادة تأهيل المدارس التي هدمت خلال الحرب، وتمويل مشاريع اقتصادية إنتاجية صغيرة”.
من جهته قال الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي خلال كلمته في الافتتاح، “نشعر بالفخر والاعتزاز بالثورات السورية والليبية والمصرية واليمنية، لأنها حاربت فشل الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية، ولم تدفع أي ثورة ثمن تحرير الإنسان العربي مثلما دفعت الثورة السورية، وهي التي ما زالت تدفع الضريبة والثمن الباهظ عن الأمة كلها”.
وأضاف المرزوقي، أن “السوريين لا يحاربون للدفاع عن سوريا فقط، بل يحاربون عن 400 مليون عربي، وعلى الرغم مما سلط عليهم من الداخل والخارج، فإنهم يقاومون مرفوعي الرأس إلى هذه اللحظة، ولم تستطع قوى الشر التي تحالفت ضدهم كسر عزيمتهم، سواء تعلق الأمر بإرهاب الدول أو الجماعات”.
وتابع “ملحمة الشعب السوري سوف يكتبها تاريخ العرب، وإذا أردتم الحرية فتذكروا الثمن الذي دفعه ذلك الشعب العظيم، وإن ما يقع اليوم داخل سوريا، يبعث برسالة أنه ابتدأنا البناء ولكن الخراب ما يزال متواصلا، وأنتم تخربون وتهدمون ونحن مستمرون بالبناء”.
وأشار، أن “قوى الإبداع بدأت تعمل من الآن، وإني أشعر بالأمل الكبير من الثورة، ويجب علينا أن نقوم ببناء الإنسان، ونحن اليوم بصدد ديمقراطية حقيقية، وإن كل ما يراد للمجتمع العربي أن يكون له ديمقراطية شكلية، وإن الدكتاتوريين، يسعون الآن لتأسيس ديمقراطية تعطي مظهرا خارجيا، وهي لا تحتوي في قاعدتها على أي مبدأ مشاركة، ويجب علينا أن نبني ديمقراطية حقيقية”.
بدوره، قال أيمن نور، رئيس حزب “الغد” المصري(معارض)، إن “النظام في مصر لم ينته(بعد ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك)، ونحن انتصرنا بجولة ولكننا عدنا للصفر من جديد، وإن الأحزاب لم تشهد أي تمكين في مصر منذ زمن طويل باستثناء حقبة من الزمن”.
وبيّن في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، أن “الأنظمة التي ظلمتنا تتحد الآن، وأن مصدر الشر واحد، وإننا الآن لا نفرق بين نظام(بشار)الأسد و(الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي، وإننا ندعو الأمة إلى التوحد”.
المصدر : الاناضول