أخبار سورية

سوريون يلومون آباءهم على تسميتهم بأسماء مرتبطة بعائلة الأسد

«هل من المعقول أن أبي لم يجد اسماً يطلقه على مولوده الجديد الذي هو أنا يومها، سوى حافظ؟ ترى هل كان يحبه بالفعل أم أنه أعطاني هذا الاسم خوفاً من شيء، أو طمعاً بشيء».

حافظ شاب من مواليد 1984، معلم للمرحلة الابتدائية من إحدى البلدات في ريف حلب الغربي، ولد لديه هذه التساؤل حول سبب اختيار والده للاسم قبل اندلاع الثورة السورية . 

وبحسب الشاب فإن اسمه كان يؤرقه منذ أن تفتحت مداركه، كما أنه يأسف لأنه لم يستطع أن يسأل والده أو يعترض على الاسم فعندما خطرت بباله القصة كان الأب قد رحل إلى بارئه.

يقول حافظ «ولدت في مرحلة يعرفها السوريون ويدرك تفاصيلها الجيل الذي سبقني، وأعتقد أن والدي عندما أطلق علي هذا الاسم لم يكن يحب حافظ الأسد قط، بل فيما أظن أن خوفه مما كان يحدث في تلك المرحلة دفعه لذلك، فخلالها كان نظام الأسد يشن حملات اعتقالات واسعة ويقوم بتصفيات متعددة لكثير ممن يحملون الفكر الإسلامي بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين، سواء كانوا منتمين أو غير منتمين، ويبدو أن والدي اختار الاسم كتأكيد منه على أنه ليس ضد النظام، وبذلك قد يحمي نفسه من الاعتقال».

ويضيف «في أيام دراستي الأولى لم ينتقد أي من المعلمين أو التلاميذ ذلك الاسم أو يسخر منه، على العكس فقد كان امتيازاً يدفع عني أية شتيمة أو إهانة من قبلهم، لأننا كنا كما باقي السوريين نعيش في حالة الرعب من الشخصية الأسطورية بالنسبة لنا… حافظ الأسد».

حافظ اليوم لا يحب اسمه ويرغب بتغييره لكنه يقول إن الأوان قد فات، ولا فائدة من ذلك حتى ولو حدث، لأن كل من يعرفهم سينادونه بالاسم نفسه وقد اعتادوا على ذلك.

أما أنيسة طالبة المرحلة الثانوية والمقيمة في مدينة أنطاكيا التركية، تجد أن اسمها والذي يطابق اسم زوجة حافظ الأسد وأم بشار، لا يشكل لها مصدراً للقلق وعلى الرغم من أنها لا تحبه، وترغب بتغييره، إلا أنها تقول «لقد أطلق علي والدي هذا الاسم ليس لأن زوجة حافظ الأسد اسمها أنيسة، بل لأن جدتي أم والدي تحمل هذا الاسم، وأراد أن يرضيها بتسمية ابنته بالاسم نفسه»، وتضيف «أفكر بالفعل بتغيير اسمي، لكن السبب أنه اسم قديم وغير جميل ولا سبب آخر لذلك، وكونه اسم أم رئيس يقتل شعبه منذ خمس سنوات فهذا أمر آخر، ولا يعني أنني مثل هذه المرأة، فأخلاقي وقيمي هي التي تحدد من أنا وليس اسمي»، وقالت بسخرية «أنيسة!! ما حلو وقديم… لازم أغيره».

باسل صاحب مطعم الفول في حي «حبيب النجار» بأنطاكيا، اللاجئ القادم من ريف ادلب، يقول «ولدت بعد وفاة باسل الأسد ابن حافظ والمشهور بألقابه الكثيرة لاسيما التي ظهرت بعد موته، فأطلق علي والدي ذلك الاسم، ويبدو أن والدي قد صدق أننا… كلنا باسل… هذا الشعار الذي يحكي كثيرون كيف ملأ يومها جدران المنازل المدارس والمباني الحكومية، وصار من شعارات سيارات الميكروباص والشاحنات وأبواب المحلات».

باسل يسخر من تصرف والده ويقول: «سلوك الأجيال التي سبقتنا وخنوعهم وخوفهم، بل ومراءاتهم طمعاً برضى الأجهزة الأمنية عليهم أو خشية منها، هو ما أوصل سوريا لهذه المرحلة، ولو واجهوا ذلك الاضطهاد والاستبداد منذ عشرات السنين لما مررنا بأحداث اليوم التي يموت فيها السوريون جوعاً وقصفا».

وفي موقف طريف يصر شاب لم يتجاوز عمره السابعة عشرة على لقبه المفضل بالنسبة له أبو بشار ويقول أنه سيسمي ابنه بشار وهو يحب هذا الاسم وهذا اللقب، ولا يهمه من يحمل الاسم من أشخاص آخرين أبداً، ويرى أبو بشار الأمور من زاوية أخرى إذ يقول: «عندما أتزوج وعندما يرزقني الله بابني بشار سيكون بشار الأسد مجرد صفحة سوداء في تاريخ سوريا، ولن يكون له يومها أي وجود حقيقي، لذا فما من مشكلة بان أكون أنا أبا لبشار جديد جميل وطاهر».

المصدر : القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى