برحيل أنيسة مخلوف، والدة ، بشار الأسد، وأرملة والده حافظ الأسد، تكون السياسة السورية قد طوت صفحة بارزة لعبت فيها الراحلة أدوارا عديدة، وإن كانت كلها قد ظلت خلف الستارة.
شبكة “شام” قالت إن “القارئ لبيان وفاة أم رأس النظام بشار الأسد، و زوجة السفاح حافظ الأسد، يشعر بأنه يقرأ عن إحدى الشخصيات الإيمانية أو الشخصيات التي ساهمت في نهضة البشرية، في حين أنها لم تكن سوى زوجة لسفاح فتك بالشعب السوري و بنسيجه الاجتماعي وأسس لأقذر نظام عرفته البشرية، و أنجبت مجموعة من السفاحين.”
واعتبرت الشبكة في تغطيتها للخبر أن “أشد ما يضحك هو اهتمامها بقضايا المرأة وشؤون الأسرة والشهداء وأبنائهم داخل سوريا، إضافة إلى المسنين والأيتام”، قائلة إن تلك الأمور “لم تظهر إلا في يوم وفاتها،” وسخرت الشبكة من وصف البيان لها بأنها “أكملت مع الأسد الأب مسيرة تأسيس سوريا الحديثة عبر ثلاثين عاماً”.
والدة الأسد التي رحلت في الإمارات بعدما قصدتها عام 2013 لتنضم إلى ابنتها بشرى، كانت تبلغ من العمر 86 عاما، وهي من مواليد اللاذقية عام 1930، وتزوجت من الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1957، ولديها منه خمسة أبناء رحل منهم باسل ومجد، وبقي بشار الذي يتولى الرئاسة حاليا، وماهر، الذي يقود واحدة من أبرز فرق الجيش، إلى جانب بشرى.
ورغم أنها كانت تحرص على عدم الظهور الإعلامي، إلا أن تأثير أنيسة مخلوف على مسار الأحداث في سوريا كان معروفا، وذلك في حقبتي حافظ وبشار، حتى أن الاتحاد الأوروبي أضافها عام 2012 إلى لائحة الشخصيات السورية الخاضعة لعقوبات.
صحيفة “يو أس أي توداي” استعانت بمقطع كتبه المؤرخ باتريك سيل، صاحب الكتاب المعروف: “الأسد: الصراع على الشرق الأوسط” حول أنيسة مخلوف جاء فيه أنها كانت “الزوجة المخلصة للأسد وأوثق وأقرب المقربين له، وكانت توفر له أجواء من الاحترام المنزلي التي لا يمكن التشكيك فيها.”
وذكرت الصحيفة أن البعض أشار إلى أن أنيسة مخلوف ظلت هي “السيدة الأولى” الفعلية حتى بعد رحيل زوجها وتولي نجلها بشار السلطة، مضيفة أن البعض أشار إلى أنها نصحت نجلها في بداية الأحداث عام 2011 بالتعامل بقسوة مع المظاهرات وقمعها بشدة.
وكانت أنيسة مخلوف بوابة دخول أسرتها إلى الحكم، فقد تولى الكثير من أقاربها مناصب رفيعة في النظام أمنيا وسياسيا، بل إن نجل شقيقها، رامي مخلوف، بات أبرز رجل أعمال في البلاد وسيطر على العديد من القطاعات الاقتصادية، بما فيها الاتصالات، ما دفع المعارضين للأسد لاعتباره رمزا للفساد.
ولم يكن لتأثير عائلة مخلوف أن يقتصر على القضايا الأمنية والاقتصادية، بل إن بعض التحليلات تشير إلى أنها مهدت الطريق سياسيا لتحالفات داخلية، بينها بروز دور الحزب السوري القومي الذي قيل إن اسرتها موالية له، وهو يعتنق أيديولوجيا إقليمية مخالفة تماما لحزب البعث الذي يؤمن بالقومية العربية.
وجدير بالذكر أن من بين أقارب أنيسة مخلوف ابن شقيقتها، العميد عاطف نجيب، رئيس “الأمن السياسي” في مدينة درعا حتى عام 2011، والذي يرى البعض أنه من أبرز من يتحملون مسؤولية تفاقم الأحداث التي بدأت في مدينة درعا عبر استهداف أطفال صغار عقابا لهم على تدوين شعارات معارضة.
المصدر: سي ان ان