أخبار سورية

بعد طرح جند الملاحم تشكيل جيش موحد في درعا .. الجبهة الجنوبية تصف المبادرة بـ ” الإعلامية “

يرى ناشطون في محاولات قوات الأسد لاستعادة نقاط استراتيجية في محافظة درعا، كمدينة الشيخ مسكين عقدة مواصلات الجنوب السوري، وبلدة عتمان المدخل الشمالي لمدينة درعا ما هي إلا لكسب أي موقف سياسي في أي محادثات أو مفاوضات من شأنها ترجيح كفته، في حين يرى آخرون أنها غزو روسي إيراني باسم نظام الأسد .

وضمن الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهالي الجنوب ونزوح آلاف العائلات إلى السهول هرباً من قصف الطيران الروسي، والتراجع العسكري لفصائل الجنوب، طرح فصيل جند الملاحم الإسلامي مبادرة لتشكيل جيش موحد في الجنوب لـ رد الصائل، حسب تعبيره.

مبادرة كان عنوانها الأبرز الاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة والتشرذم بين الفصائل ونبذ الخلافات بحسب رئيس مكتبها الإعلامي أبو سعيد الأنصاري الذي يضيف أيضا أن المبادرة تدعو الفصائل لتوحيد الصف لتحقيق نتائج إيجابية على الأرض، وتقوم على نقاط أساسية عدة وهي: إنشاء مجلس عسكري ثوري، وإنشاء مجلس شرعي يضع الضوابط الأساسية للعمل العسكري، ودعوة لكامل الفصائل للانضمام والاستعداد للانصهار بشكل كلي في هذا الجيش متخلية جميع الفصائل عن مسمياتها، ويكون جند الملاحم أول المستعدين لهذه النقطة، آخرها إنشاء مجلس من رموز ووجهاء حوران، وعشائرها يتابع سير عملية التوحد والاندماج والدعوة لها.

ويقول أبو سعيد الأنصاري إن جند الملاحم قد أجرى اجتماعات مع جبهة النصرة، وأحرار الشام، وأنصار الهدى، وقد أبدت جميعها موقفاً إيجابياً من المبادرة، إلا أن بعض الفصائل تتبع لمركزية في الشمال السوري، وبعضها الآخر يريد بعض الوقت للتشاور، مشيراً إلى أن بعض فصائل الجيش الحر أبدت استعداداً للانضمام لهذه المبادرة.
ويوضح موقف جند الملاحم من الجيش الحر، أنهم يعتبرون فصائل الجيش الحر أخوة لهم، وأن الدعم الخارجي للفصائل ـ غير المشروط بولاءات- لا بأس به شرعياً، مركزاً على أن موقفهم من تشكيل الجبهة الجنوبية إيجابيا فهم مع وحدة الصف على عكس ظن الكثيرين.

جند الملاحم هي جماعة منشقة عن جبهة النصرة قبل قرابة العام، وتعتمد بدعمها، بحسب أبو سعيد، على ما تغتنمه من معارك، وهي لا تتبع بشكل رسمي لجيش الفتح بل تقاتل معه كما جاء على لسان رئيس مكتبها الإعلامي.

إلا أن الجبهة الجنوبية ترى أن هذه مبادرة إعلامية، حيث صرح رئيس المكتب السياسي في جيش اليرموك في الجبهة الجنوبية، بشار الزعبي، إلى أن مثل هذه المبادرات تبقى إعلامية من دون العمل والتنسيق على الأرض، مشيراً إلى أن جند الملاحم تعبر عن حسن نية في توحيد الصفوف ورصها، وأشار إلى أن جيش اليرموك قد طرح مشروعاً لتوحيد الفصائل قبل عام ونصف عام لكن دون جدوى.
وعن فكرة اندماج الجبهة الجنوبية مع أي فصيل آخر، فإنه يرى أن كل من يقاتل نظام الأسد ومن أجل أهداف الثورة والشعب السوري فهو جزء من هذا المشروع، مستثنيا بذلك جبهة النصرة لأنها تتبع لتنظيم القاعدة فهذا أمر مرفوض بتاتاً.

ويوضح الزعبي علاقة الجبهة الجنوبية بباقي فصائل سوريا حيث بقول “هي علاقة ضمن ضوابط ثورة الكرامة للشعب السوري، فكل فصيل يعمل ضمن هذه الضوابط هو ضمن المشروع السوري، ومن يخرج عن الصف فهو إما محايد أو معادٍ» “. إلا أن مثل هذه المبادرات تأتي بعد ضغط شعبي من أهالي الجنوب الذين باتوا اليوم يعيشون أقسى الظروف بعد الفرار من المناطق السكنية إلى السهول بحثاً عن ملاذ آمن يقيهم صواريخ الطائرات الروسية الفراغية وقنابلها العنقودية، بعد أن نفذ الطيران الروسي أكثر من 1800 غارة جوية في الفترة الأخيرة على الجنوب السوري أسقطت مئات الضحايا جُلهم من النساء والأطفال.

المصدر : القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى