أكد صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أن محاربة التنظيمات الإرهابية لطردها من الأراضي السورية هو الهدف الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية، وفي المقابل اتهم تركيا بدعم “جبهة النصرة” و”داعش” من أجل تحقيق “مطامعها” في الأراضي السورية.
وشدد مسلم على أن أكراد سورية يتطلعون إلى “حقوقهم الدستورية ضمن سورية”، وذلك ردا على ما تردده تركيا حول احتمالية قيام أكراد سورية بتأسيس دولة مستقلة مجاورة لحدودها في حال تقدم وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي بالقرب من الحدود التركية.
وأضاف :”لم يصدر أي تصريح عن طرف أو حزب كردي بأن الأكراد في سورية يريدون دولة مستقلة … كل الأكراد يبحثون عن حقوقهم الدستورية ضمن سورية، وهذا أقصى مطالبهم. وتركيا تعرف ذلك جيدا، ولكنها تختلق الأعذار لأنها لا تريد إقامة دولة ديمقراطية في سورية يحصل فيها الجميع على حقوق متساوية ومن ضمنهم الأكراد، فهي تعاني /كرد فوبيا/ وتعتبر أن أي كردي ينال حقوقه يعد خطرا عليها”.
وحول ما إذا كانت أعزاز هي الهدف القادم لقوات سوريا الديمقراطية، قال مسلم :”أعزاز ليست هدفنا في الوقت الراهن … والخطوات العسكرية يقررها العسكريون على الأرض … ولكن من الوارد أن تكون هدفا مستقبلا، أما الآن فلا يوجد شيء في أعزاز″.
وكانت وسائل إعلام ذكرت أمس أن المعركة قرب الحدود مع تركيا بدت شبه مجمدة. ونقلت عن مصدر كردي بارز القول إن الابتعاد عن التصعيد في ريف حلب الشمالي، ومن ضمنه عدم التقدم إلى مدينة أعزاز “يأتي كمسعى لتجنب إحراج حليفنا الرئيسي الولايات المتحدة مع تركيا”.
وأكد مسلم وجود تنسيق مع الولايات المتحدة في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش.
ونفى مسلم أن يكون وراء عدم حسم قرار قوات سوريا الديمقراطية الدخول في معارك للسيطرة على أعزاز بالرغم من اقترابها عسكريا منها التخوف من رد عسكري تركي حاسم أو تعرضها لضغوط دولية وإقليمية، وقال :”لا توجد تخوفات أو ضغوط … ولكن للقرار علاقة بمدى المساندة الشعبية للقوات في المدينة، هذا بالطبع إلى جانب مدى الاستعداد والجاهزية لاتخاذ تلك الخطوة”.
وتعليقا على ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان حول عبور المئات من المقاتلين إلى منطقة إعزاز قادمين من إدلب عبر الأراضي التركية وتحت إشراف السلطات التركية، قال :”هذه العناصر السلفية لا تستهدف نجدة أعزاز، فالمدينة بالأساس لا توجد بها اشتباكات. ولكنهم قدموا لمساندة جبهة النصرة وداعش في اشتباكاتهم مع قوات سوريا الديمقراطية في مناطق أخرى كتل رفعت ومنغ ومارع″.
وكشف أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر في التوقيت الراهن على نحو 20% من مساحة البلاد، كما كشف في الوقت نفسه عن أن فصائل عدة من الجيش الحر تنضم تباعا إلى قوات سورية الديمقراطية.
واعتبر أنه لا يحق لتركيا المطالبة بإقامة منطقة آمنة داخل سوريا على الحدود معها، ووصف هذه المطالبات المتكررة بأنها “تدخل سافر في الشؤون السورية ترفضه كافة مكونات الشعب السوري المتواجدة بالمنطقة من عرب وأكراد وتركمان”، كما وصفها بأنها “لعبة جارية بهدف تغيير التركيبة السكانية للمنطقة”.
واستنكر مطالبة تركيا لقوات سورية الديمقراطية بالتراجع عن كل الأماكن التي “استطاعت تحريرها” ، وتساءل :”لمن نتركها : للنظام أم لأحرار الشام وجبهة النصرة؟. “
واتهم تركيا بدعم جبهة النصرة وداعش لتحقق عن طريقهما مطامعها ومخططاتها بالأراضي السورية.
وقال إن تركيا تحاول استفزاز قوات سوريا الديمقراطية للرد عليها، وبالتالي تجد مبررا للدخول عسكريا لسورية دون معارضة المجتمع الدولي.
وحول التقارب التركي السعودي الأخير بشأن سورية، قال :”تركيا تحاول سحب أطراف عدة في اتجاه الحرب في سورية، ولكن أستبعد تماما أن توفق في مسعاها … فالسعودية أعقل من أن تدخل في حرب إلى جانب تركيا”.
وحول احتمالات مشاركته بمحادثات جنيف المتوقعة في وقت لاحق من الشهر الجاري، قال مسلم إنه على استعداد للذهاب متى تسلم الدعوة للمشاركة .
المصدر : د ب ا