أخبار سورية

السوريون في الأردن: خروج الروس مع بقاء “الأسد” خطوة “بلا نتيجة”

اعتبر عدد من اللاجئين السوريين في الأردن، أن الانسحاب الروسي من بلادهم “خطوة بلا نتيجة، مع استمرار رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة”.

جاء ذلك خلال جولة ميدانية للأناضول، شمال المملكة، استطلعت فيها آراء اللاجئين السوريين المقيمين هناك، حول القرار الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين الماضي، بتنفيذ انسحاب جزئي، من الأراضي السورية.

وفي مدينة الرمثا المحاذية لمدينة “درعا” السورية، والتي تعد من أكثر المدن الأردنية اكتظاظاً باللاجئين السوريين لقربها الجغرافي من الجارة الشمالية، ولعلاقات النسب والمصاهرة والقرابة التي تربط أهالي المدينتين ببعضهما، قالت فاطمة طياسنة (55 عامًا) “أعيش مع زوجي وبناتي في الأردن منذ 5 سنوات، وقد فرحنا كثيراً عندما سمعنا بخروج روسيا من سوريا، وما يعنيني هو أن تهدأ الأمور وأعود إلى بلدي، ولا أحد يترك بلده (…) يا ليتنا نرجع نعيش بأمن وسلام”.

الحاج عبد الكريم المسالمة (68 عامًا)، جلس منزوياً أمام مدخل بيته، ممسكاً مصحفه بيده، وقد أظهرت معالم وجهه الحزين شدة المصاب الذي ألم به، فقد أشار جيرانه أنه فقد أبناءه الأربعة في الحرب السورية، ولكن ذلك لم يمنعه من التعليق على الخطوة الروسية الأخيرة، واصفاً إياها “بالمؤامرة، وإن لم يكن كذلك فهو أمر جيد، ولكن الوضع غير صحيح، وحتى الآن نحن غير متأكدين من حقيقة هذا الانسحاب، وما دام بشار (رئيس النظام السوري) موجوداً لن تهدأ الأمور”.

وعبرت آمال حسين عياش (42 عامًا) عن تفاؤلها بالانسحاب الروسي من بلادها، رابطة ذلك بإمكانية العودة إليها، مشيرةً “توقعنا بعد هذه الفترة أن نبقى هنا، ولكن بعد الانسحاب تغيرت الأمور، وحال أصبحت الأمور هادئة هناك سأعود فوراً وبلا تردد وسيراً على أقدامي”.

وأوضح جمال شحود (47 عامًا) “رغم الظلم الذي تعرض له الشعب السوري من القصف الذي نفذه الروس، إلا أنني أعتقد بأن الخطوة المفاجئة جاءت للحيلولة دون التوسع والامتداد الشيعي في المنطقة، وأعتقد أن الانسحاب الروسي سيشجعنا للعودة إلى بلادنا”.

أما حمد بو حمد (65 عامًا) ورغم رفضه الظهور أمام الكاميرا، إلا أن أزمة بلاده جعلت منه محللاً سياسياً، وقد أبرز عدداً من النقاط الهامة التي توضح ماهية الانسحاب الروسي، قائلاً، “الموضوع نقطة إيجابية تخدم الشعب الروسي قبل السوري، إذ كانت استراتيجية موسكو في بداية الثورة مشحونة من الصهيونية العالمية، واللوبي الإيراني الذي امتدت يده على الوطن العربي كافة بدون مراقبة دولية، أو توجه خجول من الولايات المتحدة”.

ومضى حمد قائلًا، “هناك أيضاً علاقات تجارية تربط روسيا ببعض الدول العربية والإسلامية، وتدخلها بسوريا وضعها في موقف اقتصادي محرج، ولذلك قررت موسكو تصحيح مسارها مع العالم العربي وأخذت طريقة البناء لصالح الشعب الروسي لفتح أسواق تجارية”.
من جانبه، رجح علي حسين (51 عامًا) أن يكون الانسحاب الروسي ناتج من ضغط الدول الأوروبية عليها، بسبب تأثرها المباشر من قضية اللاجئين، ما دفع الإدارة السياسية لتلبية النداء وقامت بنقطة إيجابية.

وكان الرئيس الروسي قد أعلن الإثنين الماضي، أن القوات الروسية ستنفذ انسحاباً جزئياً من سوريا بعد أن “أكملت مهمتها”، والذي سرعان ما بدأت القوات الروسية تنفيذه في اليوم التالي.

وأظهر تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، في 5 كانون ثان/ يناير الجاري، أن عدد السوريين في المملكة يبلغ نحو 1.37 مليون لاجئ، يعيش منهم داخل مخيمات الإيواء حوالي 115 ألفًا.

ويزيد طول الحدود الأردنية مع جارتها الشمالية سوريا عن 375 كيلومترا، يتخللها عشرات المنافذ غير الشرعية، التي كانت وما تزال معابر للاجئين السوريين، الذين يقصدون أراضيه نتيجة الحرب المستمرة التي تشهدها بلادهم منذ 2011.

جدير بالذكر أن الأزمة السورية دخلت عامها السادس، والتي بدأت بمظاهرات ضد النظام في محافظة درعا جنوبي البلاد في 15 آذار/ مارس 2011، لقي فيها أكثر من 361 ألف شخص مصرعهم، بينهم أكثر من 235 ألف مدني، بحسب إحصاءات لمراكز وشبكات حقوقية.

وطن اف ام

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى