لا يكاد السوري المحاصر والحر أن يخرج من دائرة التركيع والإخضاع بالتجويع والحرمان حتى يدخل في ميداني محاولات الإذلال والتهكم في كل ما يفترض أن يرفع من ضغط الحصار والقصف والانقطاع عن العالم الخارجي ويوفر له أدنى مقومات السلامة والصحة والأمان وإن أمكن القول الإنسانية.
رزحت مدن الغوطة وبلدات ومازالت تحت حصار وحشي لا إنساني أتى على كل مقومات الحياة ودفع الناس للعيش بأدنى شروط المأكل والملبس والأساسيات المنزلية معتمدين بشكل كبير على المساعدات التي تدخل إلى مناطقهم بعد أخذ ورد ومماطلات من قبل نظام ديكتاتوري يدفاع عن نفسه بتبديل المساعدات أو اشتراط أنواع معينة من المواد التي تدخل إلى البلدات مانعا الدواء والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية من الدخول
تدخل نظام الأسد في نوعية المساعدات جعلها تبدو استهزاءا بالبشر وأفرغها من محتواها الإنساني المفيد فأن تدخل 52 سيارة إلى مناطق من الغوطة أمر نادر جدا وندرته جعلت الناس بامس الحاجة للمساعدات الطبية ليتفاجئ الجميع بأن حمولة هذه السيارات خالية من المواد الطبية المفيدة و المواد الغذائية الكافية لتحل محلها ألعاب الاطفال وفوط أطفال مكشوفة معرضة لجميع انواع الجراثيم واوان مطبخية توصف في المجتمع المتوازن بانها اوان الرفاهية لانها بحاجة لكثير من الاطعمة لملئها والاطعمة غير متوفرة وبحاجة أيضا لكميات كبيرة من غاز الطبخ المعدوم منذ سنوات في الغوطة.
أهالي البلدات وصفوا المساعدات الداخلية بالاستهزاء والـ”مسخرة” وانها تشبه لمامة عمال النظافة من شارع أغنياء فهي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا يمكن استخدامها والأمرّ من ذلك أن العالم يعتبر ان المساعدات دخلت وأن الغوطة بخير ولا يعلم ماذا افادت هذه المساعدات فلا مواد لتنقية المياه ولا مواد غذائية ما اعتبره الأهالي مكرا ضدهم وخداعا لهم متهمين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بالعهر السياسي.
فهل ستسد كرة قدم بالية جوع اطفال الغوطة أم سيشفي حجاب نسائي مغلف جرحى قصف براميل الأسد وطائرات بوتين؟ سؤال وجهه أهالي الغوطة لمجتمع وصفوه بمجتمع متميز بالعهر.
{gallery}news/2016/4/17/11{/gallery}
وطن إف إم