اتهمت المعارضة السورية النظام بقصف تجمعات لمدنيين في مناطق ريف حلب ما أدى لمقتل العشرات منهم، فيما نجحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري بتقديم مساعدة عاجلة ومؤن لأكثر من 95 ألف شخص يعيشون هناك.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل أكثر من 20 مدنيا في غارات شنتها طائرات النظام السوري في الريف الشمالي من حلب، لافتة إلى إلقاء طائرة مروحية برميلين متفجرين على قرية تل قراح استهدفا فرن القرية، وصالة أفراح هي بمثابة ملجأ للأهالي. وأوضح ناشطون أن «20 مدنيا على الأقل قتلوا على الفور وأصيب مثلهم، أغلبهم إصاباتهم خطرة ومنهم من بترت أطرافهم، وأدى القصف لحرائق في المنازل».
ووصف مصدر قيادي في الجيش الحر الوضع الميداني في ريف حلب بـ«الخطير» لافتا إلى أن «المعارضة تستقدم حاليا مقاتلين وسلاحا من خارج حلب لدعم الجيش الحر على الجبهة هناك». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «التقدم الذي أحرزه النظام هو نتيجة استخدامه الطيران الحربي وغاز الكلور، لكن مقاتلي الجيش الحر يتصدون له وقد أسقطوا الكثير من القتلى في صفوفه معظمهم من غير السوريين».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 12 شخصا قتلوا بينهم 3 أطفال ومواطنتان إثر إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين، أول من أمس الخميس، على مناطق في قرية تل قراح جنوب مدينة مارع بريف حلب الشمالي.
في المقابل، أشارت وكالة الأنباء السورية «سانا» إلى أن «وحدات من الجيش في حلب وريفها قضت على إرهابيين وأصابت آخرين في تل قراح وبيانون وغرب النيرب والمرجة والراموسة ودمرت سيارات في الشيخ سعيد والكاستيلو».
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّها نجحت بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري بتقديم مساعدة عاجلة ومؤن لأكثر من 95 ألف شخص يعيشون في منطقة ريف حلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان بأن هذه المجموعة السكانية «تعيش في ضيق منذ أشهر بسبب المعارك المتواصلة»، لذلك «فإن السلع الضرورية الأولية نادرة ويتعذر الحصول عليها من قبل عائلات كثيرة خاصة تلك التي نزحت بسبب العنف». وقد نقلت المساعدات قافلة تضم 39 شاحنة نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاشتراك مع الهلال الأحمر العربي السوري.
وأكّدت «سانا» أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها الكاملة على مدينة مورك في ريف حماه الشمالي: «وقضت على أعداد من الإرهابيين والمرتزقة فيما تقوم وحدات الهندسة بإزالة الألغام والمفخخات والعبوات الناسفة والسواتر الترابية من أحياء وشوارع المدينة».
وأوضح المرصد أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مدينة اللطامنة ومدينة كفرزيتا والأراضي الزراعية المحيطة بها في ريف حماه الشمالي، فيما طال قصف براجمات الصواريخ من جبل زين العابدين على مدينة كفرزيتا بريف حماه الشمالي، حيث سقطت 6 براميل متفجرة على قرية عطشان بريف حماه الشرقي. وأشار المرصد إلى أن قوات النظام قصفت بقذائف الدبابات والرشاشات بلدة عقرب بريف حماه الجنوبي.
وفي منطقة القلمون، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بحزب الله وقوات الدفاع الوطني من جهة، وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، بحسب المرصد، فيما أفيد بقصف قوات النظام على مناطق في الجبل الغربي للزبداني.
وأفيد بتنفيذ الطيران الحربي غارات على مناطق في مدينة درعا، وباشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم «داعش» في منطقة حويجة صكر بمدينة دير الزور، بحسب المرصد، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات.
وتحدث المرصد عن فرار قائد لواء في جيش النظام خوفا من إعدامه، وأوضح أن العميد محمود أبو عراج، قائد اللواء 121 التابع للفرقة السابعة في جيش النظام، والمسؤول عن تل الحارة الاستراتيجي الذي يعد أعلى تل في محافظة درعا، والذي سيطرت عليه جبهة النصرة وفصائل إسلامية وفصائل مقاتلة، الشهر الجاري، توارى عن الأنظار، بعد أن وصلت المعلومات بأنه سوف يحاكم عسكريا، بتهمة الخيانة العظمى، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، وذلك بعد اتهامه بتسليم تل الحارة الاستراتيجي، والتسبب في مقتل عدد من رفاقه. وأشار المرصد إلى أن أبو عراج «فرّ من مكان إقامته بدمشق، إلى الحدود السورية – الأردنية قبل نحو 9 أيام، بينما نشر في يوم اختفائه، صورة لهويته العسكرية، وقيل بأنها بعد قتله في ريف دمشق الغربي، ولكن لم تظهر صورة لجثته وهو مقتول حتى اللحظة».
الشرق الاوسط – وطن اف ام