نشرت وكالة “اسوشييتد برس” الأمريكية، تحقيقا مثيرا عن مصير الناشطة السورية رزان زيتونة، التي قيل إن جيش الإسلام اختطفها وزوجها قبل سنوات.
وبحسب التحقيق، الذي لم يصل إلى نتيجة قطعية، فإن زيتونة التي اختطفت مع زوجها وزميليها في مدينة دوما بريف دمشق عام 2013،
وذكرت الوكالة أن “الصحفيين تمكنوا من الوصول إلى مؤشرات عديدة توحي بأن زيتونة احتجزت لدى تنظيم جيش الإسلام المعارض في مدينة دوما معقله الرئيسي حتى ربيع العام الجاري”.
ونوهت “اسوشييتد” أن “خاطفي زيتونة من مقر مركزها في 9 كانون أول/ ديسمبر 2013 استولوا أيضا على الحواسيب والأجهزة الإلكترونية، لكن دون سرقة مبلغ 60 ألف دولار كانت في الغرفة نفسها”.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم جيش الإسلام، حمزة بيرقدار تورط التنظيم في اختطاف زيتونة، لكن عددا من زملاء وأصدقاء الناشطة أكدوا أن “جيش الإسلام رأى خطرا في عملها، لأنها حاولت تشكيل إدارة مدنية في دوما ووثّقت انتهاكات من قبل جميع أطراف النزاع لا من قبل القوات الحكومية وحدها”.
وبحسب الوكالة، فإن أصدقاء زيتونة قالوا إنها تلقت سلسلة تهديدات مصدرها جيش الإسلام.
ونقلت اسوشييتد عن الناشط الحقوقي مازن درويش، قوله إن “المسؤول المحلي لجيش الإسلام حسين الشاذلي أقر أمام محكمة للتنظيم بأنه سلم إلى مكتب زيتونة رسالة تضم تهديدا بالقتل، لكن المحكمة سرعان ما أفرجت عنه بعد التدخل الشخصي من قبل زعيم التنظيم حينذاك زهران علوش”.
وأكدت المصادر أن صاحب الشقة التي يعتقد أن الناشطة والمخطوفين الآخرين نقلوا إليها فور اختطافهم اغتيل بعد وقت قصير وسط ظروف غامضة، كما قُتل صاحب شاحنة يرجح أنها استخدمت في عملية الخطف، ما يثير شبهات بأن المسؤولين عن العملية حاولوا إخفاء آثار جريمتهم.
بدوره، قال الناشط أسامة نصار، إن “أحد المعتقلين السابقين في سجن التوبة، أكبر سجون جيش الإسلام في دوما، تعرف على صورة زيتونة، كما قال بعض السجناء إنهم شاهدوا رسالة على جدار إحدى الزنازين مؤرخة بعام 2016 وجهتها الناشطة إلى والدتها”.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، فقد جيش الإسلام أكبر معاقله مدينة دوما، وخرج بموجب اتفاق مع نظام الأسد إلى ريفي حلب وإدلب.
يشار إلى أن رزان زيتونة (41) عاما، هي محامية وحقوقية سورية شاركت في الثورة منذ بدايتها، وحصلت على جائزة “آنا بوليتكوفيسكايا” من الجمعية البريطانية (RAW in War) لإرسالها عبر الإنترنت تقارير عن الفضائع ضد المدنيين في سوريا عام 2011.
وفي العام ذاته، اختارها البرلمان الأوروبي مع أربعة مواطنين عرب آخرين للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر.
وبصفتها ناشطة في مجال حقوق الإنسان، أسست رزان زيتونة مع ناشطي لجان التنسيق المحلية في سوريا لتوثيق انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان.
وطن اف ام / وكالات