أخبار سورية

أهالي السلمية: نحن سوريون قبل أن نكون إسماعيليين

 ترى هي نبوءة الشعراء كما يقولون، أم أن الشاعر الراحل محمد الماغوط ابن السلمية، كان يرى مستقبل مدينته الراهن بعين المتيقن، حيث يقول الماغوط في إحدى قصائده، واصفاً مدينته، سلمية الطفلة التي تعثرت بطرف أوربا، وهي تلهو بأقراطها الفاطمية، وشعرها الذهبي، وظلت جاثية وباكية منذ ذلك الحين، دميتها في البحر، وأصابعها في الصحراء، يحدها من الشمال الرعب، ومن الجنوب الحزن، ومن الشرق الغبار، ومن الغرب الأطلال.

على مقربة من الصحراء السورية، إلى الشرق من مدينة حماة بحوالي 30 كلم، تقع هذه المدينة المشهورة بكثرة أعداد مثقفيها، والتي ينتمي غالبية سكانها إلى الأقليات السورية «الطائفة الإسماعيلية»، التي لم تنأى بنفسها عما يحدث في البلاد شأنها شأن الأقليات السورية الأخرى، حيث اختارت الانخراط في الثورة السورية مبكراً، لكنها تلقى اليوم مصيراً مهدداً، ويبدي أهاليها تخوفاً واضحاً من المتاجرة بهم من قبل النظام.

وعقاباً للمدينة الثائرة، فقد تعرضت المدينة إلى ضغوطات كبيرة، من قبل شبيحة النظام من أبناء القرى «العلوية» المجاورة لها، وحاول شبيحة «آل سلامة» المعرفون بولائهم المطلق لنظام البعث إثارة الفتنة في المدينة عبر تأجيج الصراع بين الطائفة الإسماعيلية الأكثرية والسنية، وذلك لتأكيد رواية النظام بأن هذه الثورة لم تكن إلا ثورة للسنة فقط، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل.

يقول الناشط «محمد»، أحد أبناء المدينة في حديث خاص، لقد حطمت مدينة السلمية كل أكاذيب النظام، وأثبتت للجميع أنها جزء لايتجزأ من نسيج المجتمع السوري، مضيفا أن النظام جند للحفاظ على هذه المدينة ذات الموقع الاستراتيجي، لكونها الطريق الذي يصل العاصمة دمشق بالشمال السوري، كل ما يمكن تجنيده، من الشبيحة من أبناء المدينة ومحيطها.

ولم يقتصر التضييق على المدينة من قبل الشبيحة فقط، بل امتد إلى المؤسسة الدينية وهذا بحسب الناشط نفسه ، موضحاً أن النظام استفاد من رمادية «كريم آغا خان» زعيم الطائفة الإسماعيلية الذي آثر السكوت، بل وعمد مؤخراً بالطلب صراحة إلى أبناء طائفته التي تشكل نسبة 1٪ من السوريين التزام الحياد.

وبين محمد أنه جراء كل تلك الضغوط، والخلط بين سياسة العصا والجزرة من قبل النظام، فضل الكثير من أبنائها مغادرة المدينة مع بقاء قلة منهم في محيط المدينة، إلى الأرياف والمدن المجاورة.

وبوصول تنظيم الدولة الاسلامية إلى تخوم المدينة شرقاً، ازداد الضغط على المقاتلين، فألقى بعضهم السلاح، لتصبح المدينة برمتها تحت قبضة النظام، الذي استفاد مؤخراً من الرسائل التي أرسلها التنظيم لأبناء المدينة، وذلك عبر إعدام شخصين من الطائفة الإسماعيلية بتهمة الردة، التي لاتقبل الاستتابة.

وفي استغراب واضح من تلك التصرفات يقول أحد أبناء المدينة، وكأن التنظيم يطالبنا بالوقوف إلى جانب قوات النظام حتى لانذبح جميعاً، مضيفا «ويضيف نحن سوريون قبل أن نكون إسماعيليين، ولن تثنينا تهديدات التنظيم، ولا النظام عن ولائنا للوطن، وسوريتنا هي من دفعتنا إلى الالتحاق بركب الثورة.

يشار إلى أن النظام السوري، أبدى امتعاضاَ من امتناع أبناء الطائفة الاسماعيلية عن الالتحاق بصفوف الخدمة العسكرية، بحسب تأكيدات إعلامية.

القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى