لقي 13 شخصاً حتفهم وأصيب 13 آخرون، جراء انقلاب حافلة نقل الركاب التي كانت تقلهم إلى ريف حلب الغربي، على الطريق الدولي دمشق ـ حلب، قرب بلدة تل مرديخ شرق إدلب وسط البلاد، في واحد من أسوأ حوادث السير.
وقال ناشطون، إن جميع الركاب من محافظة حلب، وكانوا في طريقهم من المناطق التي يسيطر عليها النظام في مدينة حلب إلى تلك الواقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة نفسها، في رحلة تستغرق أكثر من 12 ساعة محفوفة بمختلف أنواع المخاطر.
وقال الدكتور أحمد الأسعد مدير مستشفى «الإحسان» في مدينة سراقب للقدس العربي، والذي استقبل معظم الحالات، إن عدد الجثث التي وصلت إلى مستشفى الإحسان هي 13 جثة، بينها أربع نساء، كما تم إسعاف ثمانية أشخاص إلى المستشفى، أصيب أحدهم بشلل رباعي وآخر بشلل في أطرافه السفلية نتيجة الحادث.
وأضاف أن كوادر المستشفى الطبية وقفت عاجزة أمام علاج الحالات التي تتطلب جراحة عصبية، بسبب افتقار المستشفى وجميع المستشفيات الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إلى أي جهاز تصوير بتقنية الطبقي المحوري، ما أجبرهم إلى تحويل هذه الحالات إلى معبر باب الهوى الحدودي ليتم نقلهم إلى الأراضي التركية، على الرغم من خطورة إصاباتهم وإمكانية تعرضهم للوفاة على الطريق الذي يستغرق أكثر من ثلاث ساعات، تشكل كل دقيقة فيها الفرق بين الحياة والموت بالنسبة للمرضى.
وكانت الحافلة متجهة من مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب، إلى مناطق سيطرة المعارضة في المدينة نفسها، والحادث وقع جنوب حلب بأكثر من مئة كيلو متر، فالمعبر الوحيد الذي يصل بين شطري حلب هو معبر كراج الحجز وسط حلب، ويصل بين حي بستان القصر الذي تسيطر عليه المعارضة، وحي المشارقة الذي يسيطر عليه النظام.
وأغلقت قوات النظام هذا المعبر منذ أشهر عدة، ومنذ إغلاقه يضطر الراغبون بالانتقال بين شطري حلب للسفر حوالي 400 كيلومتر في رحلة تستغرق أكثر من 12 ساعة.
بدوره، يقول محمد الأتاسي الذي يعمل في شركة الكهرباء في شطر حلب الخاضع للنظام، ويسكن في حي مساكن هنانو في حديث خاص، إن: «الرحلة من عمله إلى منزله التي كانت تستغرق أقل من نصف ساعة، أصبحت اليوم تستغرق أكثر من نصف يوم، وتحتاج إلى حجز مسبق وتكلفه 4000 ليرة سورية أي 16 دولاراً».
وبين أن المسافرين يمرون في هذا الطريق بمناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ومنها إلى مناطق سيطرة ميليشيات الدفاع الوطني شرق حماة، ثم يعودون إلى مناطق سيطرة النظام شمال حماة فمناطق سيطرة قوات المعارضة في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي، ولكل منطقة من هذه المناطق أسلوبه الخاص في التضييق والتفتيش والضغوط.
وأشار الأتاسي إلى أن المسافرين يتعرضون للتهديد بالاعتقال والإهانة من قبل حواجز النظام المنتشرة بكثافة بين مدينة حلب ومدينة السفيرة في ريفها الجنوبي، أما في مناطق سيطرة تنظيم الدولة شرقاً، فيحرم عليهم التدخين ويفرض عليهم نوع من الملابس، «النقاب للمرأة»، ثم إلى حوجز اللجان الشعبية أو ما يسمى جيش الدفاع الوطني (الرديف لجيش النظام) الذي يهين المسافرين ويفرض عليهم دفع مبالغ مادية مقابل عدم تفتيشهم وإهانتهم.
ويضيف أن خط سير الرحلة بعدها يعود إلى مناطق سيطرة النظام شمال حماة، ومنها يدخلون الطريق الدولي دمشق – حلب قرب مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، والتي تخضع لسيطرة قوات المعارضة، وهذا الطريق معرض باستمرار للاستهداف من قبل الطيران الحربي، الذي يقصف أي هدف متحرك وخاصةً خلال الليل.
قسم الأخبار – وطن اف ام