أخبار سورية

على ساق واحدة وعكاز .. “رياض الأسعد” رمز الثورة السورية

تعد السابقة التي أقدم عليها العقيد رياض الأسعد بخروجه مظاهرة ضد نظام الأسد في بدايات الثورة وهو على رأس عمله كضابط في الجيش، أكبر بكثير من موقفه بانشقاقه، حينها تعرض للاعتقال في فرع المخابرات الجوية بحلب، على إثر ذلك وفور خروجه أعلن انشقاقه فوراً .

بعدها بأيام أصبح من كان ضابطاً مهمشاً أو لنقل من الضباط الذين من غير المسموح لهم بإدارة القرار ضمن الجيش لأسباب طائفية، أصبح قائداً لجيش آخر اجتمع حوله ضباط، وجنود ومدنيون من اللذين قرروا أن الحديد لا يفله إلا الحديد، وأن الطغمة التي وصلت للحكم في دمشق لن تسقط إلا بالقوة كالتي أتت بها.

وجدت صرخات السوريين في نيل حريتهم وكرامتهم آذاناً صاغية لدى ابن قرية (بديتا) بجبل الزاوية في ريف إدلب، فشكل الجيش الحر لمقاومة من قتلهم، واستباح دمائهم ودخل بيوتهم، وليس بعيداً عن بديتا كان المقدم حسين هرموش ابن قرية (ابلين) من ذات الجبل قد مهد له بتشكيل لواء الضباط الأحرار.

استطاع الأسعد في وقت وجيز تنظيم الكتائب التي شكلت في إطار جيش، فأبعدها عن المتربصين للثورة، ما أجبر المجتمع الدولي على الاعتراف به كجيش مدافع عن دماء السوريين، وأرضهم التي غزاها من يفترض به أن يكون جيشاً نظامياً على مرأى العالم ومسمعه.

لم يكن الأسعد قائداً للجيش الحر من بعيد، بل خاض مع الكتائب والألوية عديد المعارك في أماكن متفرقة من سورية، حتى أصيب بتفجير غادر في دير الزور، ما أدى لبتر ساقه، وبغض النظر عن هوية المستهدف في ذلك الوقت إلا أن الاف السوريين علقوا على الخبر بالقول: ” إنها الساق التي داست على رأس الأسد ” .

ورغم أنه اضطر للخروج إلى تركيا لتلقي العلاج، إلا أن حبه لصوت أزيز الرصاص الذي يطلقه أفراد الجيش الذي أسسه على قوات الأسد، وتقاسمه مع أبناء الداخل القصف، والاستهداف وفرحة التحرير والنصر، جعله يعود إلى إدلب على ساق واحدة رغم كل الأبواب المفتوحة أمامه بالهجرة أو الإقامة في تركيا وغيرها.

بترت ساق الأسعد ودفنت في دير الزور، ولم يجعله ذلك ينهزم أو يستسلم، على العكس تماماً قرر المضي حتى أن يلحق بها شهيداً، وهو المتنقل بين ساحات القتال و الجبهات.

على ساق وعكاز ، لازال رياض الأسعد القائد الذي رأى فيه العديد من أبناء هذا الجيل في أيام طفولتهم المثال الأنبل للقائد الذي يأبى إلا أن يكون في المقدمة مقاتلاً ومدافعاً عنهم، وعن قضيتهم.

سراج برس – وطن اف ام 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى