قال الناطق الرسمي لحركة أحرار الشام الإسلامية أحمد قرّة علي: إن (داعش) تنظيم مجرم وهو أحد إفرازات نظام الأسد؛ طعن في ظهر الثورة السورية، و بنى أولوياته على استهداف القوى الثورية المجاهدة والثائرة على الأرض السورية .
كلام القرّه علي جاء ضمن برنامج (ما وراء الحدث) الذي تبثه إذاعة وطن إف إم ، والذي تناول الإختراقات الحاصلة بين صفوف الحركات الإسلامية، والفصائل الأخرى المقاتلة في سوريا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) .
و حول الأهداف التي يريد (داعش) الوصول إليها من خلال هذه الاختراقات و آخرها اكتشاف خلية أمنية تابعة لتنظيم داعش بحلب والقبض عليها من قبل حركة أحرار الشام قال :
“إن هذا الشخص الذي تم تجنيده من قبل داعش عمل عاماً كاملاً مع إخواننا في لواء التوحيد ومن ثم عمل لمدة أربعة أشهر مع إخواننا في فيلق الشام، و هو ليس من كوادر الحركة ، وغالباً ما تعمل داعش على دس مثل هؤلاء الأشخاص للتغطية على هزائمهم كما حصل في ( حلب و إدلب وحماه ) ليطعنوا بالثورة السورية، ويحدثوا بلبلة في صفوف المجاهدين و لاغتيال القادة حتى يضعفوا الثوار “.
و أضاف قره علي : ” إن تنظيم داعش لا يروق له صمود الثوار وخاصةً في حلب كل هذه المدة أمام قوات الأسد ، كما لم يرق له ذلك في مورك حيث صمد الثوار طوال تسعة شهور، كل هذه الأفعال تخدم النظام ، نظرا لحجم الإختراقات الكبيرة أيضا من قبل النظام لصفوف داعش ، وحاول من خلالها زرع هذا الفكر المتشدد البعيد عن طبيعة بلدنا و ديننا ، هذا الفكر الغريب المجرم قد فتك بالثورة السورية و بخيرة الثوار والمجاهدين و قام بقتلهم ، وهو الوجه الآخر لنظام الطاغية بشار الأسد ” .
و حول الأسباب التي تمكّن داعش من اختراق صفوف الحركات المقاتلة رغم التنسيق الأمني بين الفصائل أكد قرّة علي على أن التعاون الأمني بين الفصائل موجود و بمستويات أثمرت على العديد من العمليات التي تنوي الغدر بالثورة ومنها ضبط سيارة مفخخة كان قد أرسلها النظام إلى حارم .
و تابع قره علي حديثه قائلاً : بالنسبة لداعش فإنها تملك آلةً إعلاميةً كبيرةً في مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تمكّنها من الترويج لأفكارها المنحرفة ونشرها بشكلٍ واسع ، نحن نعوّل على وعي شعبنا السوري وفصائل الثورة التي تنبّهت قبل العالم لخطر داعش وتصدّت لغدرهم و إجرامهم قبل أن يحاربهم التحالف الدولي أو غيره وكانت من أوائل المدافعين عن نفسها و عن ثورتها وعن الوسطية والإعتدال التي هي أساس ديننا الحنيف الراشد المعتدل الذي يعرفه السوريون .
وتابع في هذا السياق : إننا نعول على الإعلام الثوري لنشر الوعي بين الثوار وبين مكونات الشعب السوري، و نؤكد أولاً وأخيراً أن زوال الأسد يعني زوال أمثال هذه الفصائل التي فتكت بأهلنا وغدرت بثورتنا .
وعن القضية التي أحدث بلبلة بين صفوف الثوار والنشطاء على مواقع التوصل حول قضية مقتل الشرعي في جبهة النصرة الشيخ يعقوب العمر والمتهم بها شرعي الأحرار أبو عبيدة، ومن ثم اتهام جبهة النصرة لقائد في حركة حزم وهو عبدالله الخولي بهذه الجريمة أجاب قرّة علي :
أن الشيخ يعقوب العمر كان هدفاً للدواعش وقد كانت الأداة أبو عبيدة عبر تجنيده عن بعد ، لكن سرعان ما تم اكتشاف أمره و اعترف بجريمة اغتيال الشيخ يعقوب و أكد قرّة علي أنّ الحركة أخرجت ميثاقاً بهذا الخصوص حيث جاء في الميثاق ” أنه و بعد التحقيقات مع أبو عبيدة بشأن اغتيال الشيخ يعقوب لم تذكر هذه التحقيقات أي يد لأبي عبد الله الخولي في عملية الاغتيال، و إن كان لدى جبهة النصرة أي دليل على ذلك فنحن لا اطلاع لنا عليه ويجب عليهم تقديم هذا الدليل للعامة إن وجد “.
و حول الإجراءات الممكن اتخاذها لإيقاف مثل هذه الاختراقات، والعوائق التي تقف بوجه الثوار لتحقيق ذلك ، قال قره علي : ” ليس من سياسة الحركة البوح بالسياسة التي تتبعها في التنسيق الأمني بالحركة خاصة وبين الفصائل عامة ، و أكد على أن التنسيق بين الفصائل المقاتلة موجود وعلى مستوىً عالٍ ،والحركة لا تدعي أنها الوحيدة التي لديها الحق المطلق في المحاسبة ، فهي فصيل تشارك باقي الفصائل الثورة وتعمل على إسقاط النظام المجرم”.
وختم قره علي حديثه بالتأكيد على أن أهداف و مطالب حركة أحرار الشام هي نفسها مطالب الشعب السوري، وأن قيادات الحركة هم من أبناء هذا البلد ويعملون لتحرير هذا البلد وتخليص سوريا من الاحتلال الإيراني الذي بات واضحاً الآن للعالم أجمع ، وليس لنا فضل ولا منة على أهلنا وشعبنا ، وأننا على العهد حتى يستعيد الشعب السوري كرامته و حريته ليرى العالم أجمع الوجه المشرق لسوريا .
راسم غريب _ خاص وطن اف ام