عندما تكونين إحدى طالبات جامعة البعث في مدينة حمص ، لا يهم الأمر ان كنتِ ممن يؤيدن النظام السوري أم ممن يعارضنه، فالمهم أن تكوني جميلة بحجاب أو بغيره، فهو سبب كافٍ ووافٍ كي تكوني عرضة للتحرش والمضايقات من العناصر العسكرية التابعة لما يعرف في سوريا بـ “سرايا حفظ النظام “، والمنضوية بدورها ضمن السلك العسكري لدى النظام السوري، والتي تنتشر في محيط جامعة البعث وداخلها.
يعمد عناصر سرايا حفظ النظام على تسخير ما أباحه لهم النظام من سلطة ونفوذ في جامعة البعث وحرمها، حيث تستند تلك العناصر العسكرية على عامل التهديد بشبح الاعتقال في وأد أي ردة فعل تبديها طالبات الجامعة للرد على إساءة تطالهن من قبل تلك العناصر، وذلك حسب ما أكده الناشط الإعلامي محمد الحمصي.
وتستخدم عناصر سرايا حفظ النظام قوتها اللامحدودة في الجامعة وحرمها، بالعمل على جلب الطالبات، وجذبهن تجاههم عبر تسهيل بعض الإجراءات لهن داخل الحرم الجامعي وشؤون الطلاب، وصولاً إلى إنجاحهنّ في بعض الاختبارات الدراسية، مستغلين علاقاتهم المرتبطة مع ما يعرف بـ اتحاد الطلبة في الجامعة، وطبعاً كل ذلك بهدف ترويض بعض الطالبات الجميلات في بعض الحالات بهدف الوصول الى مآرب شخصية لأفراد تلك «السرايا».
ويشير الحمصي إلى أن أكثر المناطق التي تشهد مثل حالات التحرش اللاأخلاقي هذه في جامعة البعث بمدينة حمص هي أماكن نفق الجامعة، وحديقتها، اللذان يعدان منمنطقتان للفساد بعد أن كثرت وانتشرت فيهما حالات التحرش ضد الطالبات الجامعيات، من قبل عناصر سرايا “حفظ النظام”، التابعة للنظام .
ناهيك عن شبكات الفساد التعليمي المنتشرة في جامعة البعث، والتي تبدأ من رئيس الجامعة المدعو أحمد مفيد صبح الذي هو أحد الرموز الأساسية للفساد في جامعة البعث، مع انتشار المحسوبيات والواسطة التعليمية في فروعها الدراسية، حسب ما أفاد به المصدر ذاته.
شبكات الفساد التعليمي تعمل بشكل منسق ومنظم عالي المستوى على تسريب أسئلة الامتحانات في الجامعة للمقربين من ضباط النظام وأزلامه، إضافة الى أبناء الأفرع الأمنية في أجهزة الاستخبارات السورية، كما يتم بيع «أسئلة الاختبارات» إلى الأغنياء والتجار القاطنين في المدينة بأسعار باهظة الثمن.
جامعة البعث، تعد إحدى الجامعات التدريسية المشهورة في سوريا، وتقع ضمن المنطقة الوسطى في البلاد، وتتوزع بين مدينتي حمص وحماة، وكانت قد تأسست في العام 1979، وتصنف في المرتبة الرابعة بين جامعات سورية حسب تاريخ التأسيس، وتضم جامعة البعث إحدى وعشرين كلية بمختلف الاختصاصات ويعمل فيها ستمئة عضو من أعضاء الهيئة التدريسية، وأكثر من أربعة آلاف موظف.
القدس العربي