يلف الغموض خريطة القوى المتصارعة في مخيم اليرموك بدمشق مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أغلب المخيم إثر معارك ضد الفصائل والقوى السورية والفلسطينية المعارضة للنظام السوري التي كانت تسيطر على المخيم منذ نحو عامين.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كراهينبول إن “أكثر من 12 جماعة مسلحة تتقاتل حاليا داخل وحول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا”.
وتأسس مخيم اليرموك عام 1957 لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو عشرة كيلومترات.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، دفعت الأحداث في سوريا ما لا يقل عن 185 ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار، في حين تقول بعض الإحصائيات إن المخيم كان يضم نحو نصف مليون سوري وفلسطيني قبل اندلاع الصراع في سوريا عام 2011، ونزح معظم سكانه ليتبقى منهم نحو عشرين ألفا فقط حالياً.
فيما يلي أبرز الفصائل المتقاتلة في مخيم اليرموك، ولماذا تتقاتل فيما بينها؟
تنظيم الدولة الإسلامية: دخل مقاتلو تنظيم الدولة مخيم اليرموك الأربعاء الماضي من جهة منطقة “الحجر الأسود” التي يسيطر عليها التنظيم جنوب المخيم، وتواردت الأنباء عن سيطرته على معظم مساحة المخيم خلال ساعات قبل أن تتصدى له بعض الفصائل السورية والفلسطينية المعارضة للنظام.
وذكر صحفي فلسطيني -طلب عدم ذكر اسمه- أن هجوم تنظيم الدولة على المخيم جاء عشية الحديث عن التوصل إلى تفاهم أولي لـ”مصالحة” بين النظام وفصائل فلسطينية مواليه له من جهة، وفصائل وقوى معارضة كانت تسيطر على المخيم من جهة أخرى، بهدف “تحييد اليرموك عن الصراع الدائر في البلاد”.
وأضاف أن التفاهم -بحسب ما ورد إليه من معلومات- يتضمن “وقف إطلاق النار في المخيم، وفك الحصار المفروض عليه، وتشكيل قوة من كافة الفصائل الفلسطينية بلا استثناء داخله تشرف عليه وعلى حفظ الأمن فيه”، وذلك على غرار “المصالحات” التي أبرمها النظام مع المعارضة السورية منذ أشهر في كل من بلدتي “يلدا” و”ببيلا” القريبتين من المخيم.
جبهة النصرة: كانت تتقاسم السيطرة على المخيم مع عدد من الفصائل السورية والفلسطينية المعارضة للنظام قبل أن تُتهم بتسهيل دخول عناصر تنظيم الدولة الأسبوع الماضي إلى المخيم، ويُتهم مقاتلوها بالمشاركة مع التنظيم في اشتباكات ضد باقي الفصائل والقوى داخله.
ويرى مراقبون أن هذا التحالف المفترض بين النصرة وتنظيم الدولة نادر، وخصوصا أن التنظيمين يتقاتلان منذ أشهر في عدد من المناطق السورية خاصة في شمال البلاد وسقط نتيجة هذا الاقتتال عشرات القتلى من الطرفين بينهم قيادات، وكان آخر الحوادث الهجوم الانتحاري الذي نفذه أحد عناصر تنظيم الدولة أمس وأدى لمقتل أكثر من عشرة عناصر من الجبهة على رأسهم أميرها العسكري في مدينة مارع بريف حلب.
أكناف بيت المقدس: أكبر الفصائل التي كانت تسيطر على مخيم اليرموك، ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتليها وتنظيم الدولة مما أدى لوقوع قتلى وجرحى من الطرفين.
وفيما لا يعلن الفصيل عن تبعيته صراحة، تنسب بعض المصادر تبعيته لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونفى مصدر مسؤول في الحركة أي علاقة لها بكتائب “أكناف بيت المقدس”، أو أي تنظيم مسلح آخر في مخيم اليرموك.
أحرار جيش التحرير: مجموعة فلسطينية شكلها خالد الحسن، وهو عقيد في “جيش التحرير الفلسطيني” في سوريا، قبل أن ينشق عنه بعد رفضه تنفيذ الأوامر وتوريط جنوده في الأزمة السورية، وقتل الحسن الملقب بـ”عقيد المخيم” الاثنين خلال المواجهات ضد تنظيم الدولة.
وكان “أحرار جيش التحرير” الذي يضم عناصر منشقين من “جيش التحرير الفلسطيني”، يتقاسم مع “أكناف بيت المقدس” والنصرة والفصائل السورية المعارضة السيطرة على المخيم.
فصائل سورية وفلسطينية معارضة: إلى جانب “أكناف بيت المقدس” و”أحرار جيش التحرير”، شاركت فصائل سورية مثل “أنصار الإسلام” و”أحرار الشام” و”جيش الإسلام” و”شام الرسول” و”جيش الأبابيل” المنتشرة في مناطق جنوبي دمشق المتاخمة لمخيم اليرموك وعلى أطرافه، في صد هجوم تنظيم الدولة.
جيش النظام : يحاصر هذا الجيش وفصائل فلسطينية موالية له مخيم اليرموك منذ نحو عامين، بعد بدء سيطرة فصائل سورية وفلسطينية معارضة ومن ثم دخول جبهة النصرة إليه، وفشلت كل محاولات الفصائل الفلسطينية في التوصل إلى تفاهم فيما بينها حول وضع المخيم وكيفية تحييده عما يجري في سوريا.
ويقوم جيش النظام بقصف المخيم بشكل شبه يومي منذ ذلك التاريخ، وازدادت وتيرة القصف خلال الأسبوع المنصرم مع هجوم تنظيم الدولة وسيطرته على معظم مساحة المخيم.
فصائل فلسطينية موالية للنظام : يطلق عليها النظام السوري تسمية “تحالف القوى واللجان الشعبية الفلسطينية” الذي يضم فصائل مسلحة عديدة أبرزها “فتح الانتفاضة” و”الجبهة الشعبية- القيادة العامة” و”قوات الصاعقة” و”جبهة النضال الشعبي”، وهي تقاتل إلى جانب جيش النظام وتحاصر معه المخيم منذ نحو عامين.
وكالة الاناضول