أقدمت ميليشيا حزب الله عبر بوابة مثيلاتها في الدفاع الوطني التابعة للنظام في منطقة القلمون في ريف دمشق، على افتتاح مكتبين لـ التجنيد والتشييع بشكل علني في مدينة يبرود القلمونية، بهدف تشييع أبناء سُنة المنطقة الذين ما زالوا يقطنون منازلهم، حيث يستغل الحزب حالة الفقر الشديدة التي تلازم أولئك الشباب بسبب القبضة الأمنية الشديدة التي يفرضها حزب الله والدفاع الوطني على الأحياء الخاضعة لسلطتهم العسكرية بشكل مطلق.
لعل حزب الله لن يأمن جانب المتطوعين من أبناء السُنة في صفوفه حتى وإن دخلوا بوابة التشيع، وخضعوا للحزب سلطة ومذهباً، فإن هدف حزب الله اللبناني يكمنُ بتقليص أعداد قتلاه التي فاقت حتى النسب التي وضعتها قيادته العسكرية، وإن عملية تجنيد الشباب بداية بمبلغ شهري وقدره 500 دولار أمريكي، ومن ثم إخضاعهم لدورات تشييع مدة أسبوع واحد فقط، ومن ثم دفعهم إلى خطوط القتال لمواجهة أبناء بلداتهم وقراهم، وهي الخطة التي يعمل حزب الله على تنفيذها كمشروع جديد للتقليل من هزائمه التي زادت مع مطلع العام الحالي، والتي أودت بحياة عشرات القتلى من ضباط الصف الأول والثاني تدرجاً إلى الفرد العسكري.
وبحسب الناشط الإعلامي أحمد اليبرودي الموجود على تخوم المنطقة أكد أن المتطوعين والمتشيعين من أبناء السُنة ضمن صفوف وقيادة حزب الله قد وصلت أعدادهم حتى اليوم إلى ما يزيد عن خمسين شاباً متطوعاً، وقد خصص لهم الحزب مرتباً شهريا بمقدار 500 دولار أمريكي، وفي الوقت ذاته وبحسب المصدر فإن أولئك الشبان ما زالوا ينتظرون من قيادات الحزب في القلمون نتائج قبولهم للبدء بالدورات الشيعية، ومن ثم الالتحاق بخطوط الجبهات لمواجهة المعارضة السورية المسلحة وجبهة النصرة.
تتمركز مكاتب التجنــــيد والتشييع وبحسب اليبرودي في مكتب السوق قرب حي المطاحن ضمن يبرود، ومكتب القاعة وهو أيضاً في مدينة يبرود، وكلاهما يخضعان لأمرة قيادات الدفاع الوطني في المنطقة والتي يرأسها سعد زقزق ، وحــــول سبب انخراط الشباب ضمن صفوف الحزب وقبولهم التشيع قال: حزب الله اتبع سياسة الترغيب لتجنيد الشباب بتقديم مبالغ مالية كبيرة لهم، مستغلاً ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وقلة الأعمال والطوق الأمني الذي يفرضه الحزب على المنطقة.
وأشار الناشط الإعلامي في حديثه إلى أن رقعة هذا المشروع لم تقف ضمن حدود مدينة يبرود فحسب، بل تجاوزتها إلى مدن فليطة، النبك، ودير عطية في ريف دمشق، بسبب عدم توفر أعداد كبيرة من فئة الشباب في مدينة يبرود، الأمر الذي جعل الحزب يمتد مشروعه إلى مدن سورية أخرى في ذات الريف الدمشقي.
في حين أكدت مصادر عسكرية ميدانية عن تحضيرات عسكرية لـ حزب الله في المنطقة تزامناً مع بدء حملات التجنيد والتشييع في ذات المكان، وخاصةً بعد تضييق الخناق على كتائب المعارضة ، وإغلاق عدة منافذ كانت تعتبر من أهم خطوط الإمداد العسكرية للمعارضة السورية في القلمون.
وفي المقابل، تعالت الأصوات المطالبة بالتعبئة العسكرية للمعارضة السورية للحيلولة دون نجاح مشروع ميليشيا حزب الله في المنطقة، كما دعت كتائب المعاضة السورية المسلحة شبان البلدات، والمدن في منطقة القلمون للانخراط في صفوفها في قتالهم ضد ميليشيات حزب الله والدفاع الوطني.
بدوره قال مدير المركز الإعلامي في القلمون أبو حمزة إن ناشطين سوريين أطلقوا هاشـــــتاغ جيــش فتح القلمون في المنطقة، مطالبين المعارضة السورية المسلحة بالاحتذاء بغرفة عمليات جيش الفتح في إدلب، والتي نجحت في كسر شوكة النظام السورية والسيطرة على إدلب المدينة.
الحملة قامت بتشجيع من مقاتلي القلمون الميدانيين والمراكز الإعلامية التابعة للفصائل العسكرية في المنطقة، وتم توجيه دعوة إلى التشكيلات كافة هناك بما فيها كتائب أحمد العبدو، وأسود الشرقية، وكتائب حمزة بن عبدالمطلب وغيرها.
وأضاف أبو حمزة، الحملة جاءت عقب التجييش الكبير الحاصل في المنطقة من قبل قوات النظام السوري، وميليشيات حزب الله والدفاع الوطني، الذين أنشأوا مؤخراً معسكرات في المناطق الخارجة عن سيطرة المعارضة في مناطق وجبال القلمون، تمهيدا لحملة عسكرية وصفها الموالون بالضخمة.
المصدر : القدس العربي