في خطوة جديدة قديمة، افتتحت مؤخراً الميليشيات الشيعية «العراقية واللبنانية» وعلى رأسها لواء «أبو الفضل العباس» الشيعي العراقي في بلدة السيدة زينب أحد أهم معاقلها الرئيسية جنوب العاصمة دمشق، افتتحت عدة مكاتب لتطويع الشبان السوريين، ممن هم قادرون على حمل السلاح، إضافة لمن انشقوا عن الجيش الحر في الجنوب الدمشقي في أوقات سابقة، حيث تستخدم تلك الميليشيات سلاح الفتيات الشيعيات الجميلات لاجتذاب العناصر السابقـــين في الجيش الحر، أو ممن هم بحاجة للأموال، بهدف تجنيدهم والزج بهم في محيط القرى الشيعية الموالية لتلك الميليشيات في كل من قريتي نبل والزهراء فـــي محافظة حلب، وبلدتي «الفوعة وكفـــريا» في محافظة إدلب، والمحاصرتين من قـــبل كتائب المعارضة السورية المسلحة، خوفا من ســقوط مرتقب.
وقالت مصادر ميدانية خاصة ان قيادات ميليشيات «أبو الفضل العباس العراقي وحزب الله اللبناني»، جنّدت إلى الآن العشرات من أبناء ريف دمشق الجنوبي، إضافة إلى العناصر المنشقين عن الجيش الحر والذي عقدوا مصالحات مع النظام السوري في أوقات سابقة، وإن وجود فتيات جميلات تابعات لـ «لواء أبو الفضل العباس» سهل عمليات اجتذاب الشباب بشكل عام، كما أمدهم لواء «أبو الفضل العباس» العراقي بالأموال وخصص مرتبات شهرية لكل من تم قبوله بـ 750 دولار أمريكي بعد أن أخضعتهم لعمليات تدريب قتالية مكثفة، والعمل ما زال جاريا على ترتيب عمليات نقلهم وإيصالهم إلى نقاط تمركزهم في الشمال السوري. كما أن المكاتب ما زالت تكثف جهودها لترغيب الشباب السوري العاطل عن العمل، أو ممن كانوا ضمن صفوف المعارضة السورية سابقاً قبل خروجهم وعقد «مصالحة» مع النظام ، حيث يتولى عمليات التطويع والتجنيد قيادات من «أبو الفضل العباس، وعصائب أهل الحق» الشيعين، بينما تقوم قيادات من حزب الله اللبناني بالإشراف على عمليات التدريب ونقلهم إلى شمالي سوريا.
وتزامناً مع فتح أبواب الانتساب والتطويع لدى الميليشيات الشيعية في بلدة السيدة زينب، أقدم النظام السوري على نقل مئات المقاتلين الشيعة التابعين لعدة تشكيلات أجنبية مقاتلة في سوريا من السويداء إلى بلدة السيدة زينب، الذين كانوا قد انسحبوا من مدينة «بصرى الشام» في ريف درعا وتمركزوا في السويداء، عقب سيطرة المعارضة السورية عليها نهاية شهر آذار/ مارس الماضي، حيث باشر حزب الله اللبناني عقب استلام المقاتلين بإعادة تموضع لهم في المنطقة، دون معرفة المهام الجديدة التي سيكلفون بها.
وقال ناشطون من جنوب دمشق، أن أكثر من ألفي عائلة شيعية هربت من مدينة بصرى الشام إلى بلدة السيدة زينب، حيث قام النظام بإسكانهم في منازل السوريين المهجرين ضمن بلدات الذيابية وحجيرة في جنوب دمشق، كان أصحاب هذه المنازل قد هجّروا على أيدي الميليشيات العراقية واللبنانية قبل قرابة عامين.
وكانت بلدة «السيدة زينب» قد شهدت في أواخر شهر/ شباط من العام الحالي، مقتل وإصابة ما يزيد عن عشرين عنصراً من عناصر الميليشيات الشيعية، عقب تفجير أحد عناصر «جبهة النصرة» الحزام الناسف الذي كان يرتديه، بالقرب من أحد حواجز تلك الميليشيات الشيعية، وقالت مصادر النظام السوري حينها إن عملية التفجير بدأت بتفجير أحد عناصر جبهة النصرة نفسه بحزام ناسف بالقرب من حاجز «المستقبل» المطل على بلدة السيدة زينب، لتنفجر بعدها السيارة المفخخة التي ركنها العنصر ذاته بالقرب من الحاجز بعد نزوله منها.
وافتتاح مكاتب التجنيد والتطويع ضمن الميليشيات الشيعية في بلدة «السيدة زينب» ليس الأول من نوعه، فقد أقدم حزب الله اللبناني على افتتاح المكاتب ذاتها في بلدة يبرود في القلمون شمال العاصمة دمشق، لتطويع الشباب السوري، ودخولهم التشيع بشكل علني، والانخراط ضمن قيادة حزب الله العسكرية مقابل منحهم مبلغا ماليا، ليكونوا ضمن صفوف الحزب لمواجهة المعارضة السورية المسلحة في قرى وبلدات القلمون.
ويعمل حزب الله اللبناني في تلك المناطق على تشيــيع أبنائها السُنة، الذين ما زالوا يقطنون منازلهم، حيث يستغل الحزب حالة الفقر الشديدة التي وصلوا إليها أولئك الشباب، عقب القبضة الأمنية الشديدة التي يفرضها «حزب الله والدفاع الوطني» على الأحياء الخاضعة لسلطتهم العسكرية بشكل مطلق لتصل أعداد المنتسبين إليهم حتى يومنا هذا إلى ما يزيد عن خمسين شاباً، خصص لهم حزب الله اللبناني، مرتباً شهريا بمقدار خمسمئة دولار أمريكي، كما أن حملات التطويع والتجنـــيد لم تقف ضمن حدود مـــدينة يبرود فحســـب، إنما تجــاوزتها أيضاً إلى مدن أخـــرى كـ«فليطـــة، النــبك»، ومناطق عدة من ريف دمشق، بســـبب عدم توفر أعداد كبيرة من فئة الشباب في مدينة يبرود، الأمر الذي جعل الحزب يمتد مشروعه إلى مدن سورية أخرى في الريف الدمشقي ذاته.
المصدر : القدس العربي