قام نظام الأسد اليوم الأحد بحل القيادة القومية السابقة لـ “حزب البعث العربي الاشتراكي ” وشكّل عوضاً عنه مجلساً قومياً.
جاء ذلك في خلال “المؤتمر القومي” الرابع العشر للقيادة اليوم، الأحد 14 أيار، بحضور الأمناء القطريين وقيادات “حزب البعث” في الوطن العربي.
وكشف مصدر مقرب من نظام الأسد أن حزب البعث يتجه إلى حلّ قيادته القومية، بعد 17 عاماً من التهميش، حيث بقيت هذه القيادة مجرّد واجهة بعد رحيل الأمين العام للحزب حافظ الأسد عام 2000.
وكانت صحيفة “الوطن” المقربة من نظام الأسد سربت في الأيام القليلة الماضية، استنادًا على مصادر لم تسمها ضمن أحد الوفود العربية التي وصلت لحضور المؤتمر، إنه “بدأ الإعداد لهذا لمؤتمر منذ 2012، ووصلت إلى دمشق الأسبوع الماضي وفود من الدول التي توجد فيها قيادات قطرية”.
ومن بين الدول التي ذكرتها الصحيفة، تونس، موريتانيا، السودان، الأردن، العراق، اليمن، فلسطين، ولبنان، مشيرةً إلى أن “الوفود بدأت بعقد اجتماعاتها الثنائية في الأيام الماضية تحضيرًا للمؤتمر القومي”.
وكتب نبيل صالح، عضو ما يسمى بـ”مجلس الشعب” التابع للأسد على صفحته الخاصة في موقع “فيسبوك”: “إن الاجتماع سينتهي بحلّ القيادة القومية وتشكيل مجلس قومي استشاري بلا أية صلاحيات يرتبط بمكتب اتصال وتنسيق يتبع للقيادة القطرية السورية مهمته التنسيق بين منظمات الحزب في الدول العربية، مشيراً إلى أن آخر مؤتمر للقومي جرى عام 1980”.
كما يعتبر المؤتمر القومي أعلى سلطة في الحزب، ويمثل تنظيمات الحزب القومية في الأقطار العربية كافة، ويتكون من أعضاء القيادة القومية الأصلاء والاحتياط.
إضافةً إلى أعضاء القيادات القطرية وممثلي الأقطار المتمّمين المنتخبين من بين أعضاء المؤتمرات القطرية، وممثلي المنظمات القومية، وأعضاء المحكمة الحزبية.
وكانت هيكلية حزب البعث تستند في بنيتها التنظيمية إلى مؤسستين رئيسيتين، الأولى قُطرية، وهي تعكس مركزية النظام وسلطته الداخلية في بلد واحد، والثانية “قومية” وهي تؤمن للحزب المذكور مبررات التدخل في البلدان الأخرى، كاليمن ولبنان والجزائر والسودان والعراق وفلسطين، وسواها، تحت غطاء العمل “القومي” أو القيادة القومية، وهي القيادة التي انتخبت الرئيس السابق حافظ الأسد، وبجلستها رقم (1) أميناً عاماً للحزب بتاريخ 30 أغسطس 1971 بعد استيلائه على السلطة بانقلاب عسكري عام 1970.
وأجرت القيادة القطرية للحزب في أواخر نيسان الماضي، تغييرًا على مستوى القيادة، أطاحت أكثر من نصف أعضائها.
وعزت القيادة القطرية قرارها بإعادة التشكيل، بأنه يأتي “ضمن تقيمها الدوري لقيادات المؤسسات الحزبية”، ويهدف إلى “تفعيل العمل الحزبي واختيار الأفضل في المرحلة الحالية والقادمة”.
تأسس حزب “البعث” عام 1947 وتولى السلطة في سوريا عام 1963، ويعرّف نفسه بأنه “قائد الدولة والمجتمع”، ويشغل بشار الأسد حاليًا منصب “الأمين القطري” فيه.
وكان “حزب البعث العربي الاشتراكي” قد أحجم عن عقد مؤتمره القومي منذ انتخاب بشار الأسد أميناً قطريا، وظلت الأمانة العامة شاغرة حتى اليوم، فيما استمر عبد الله الأحمر أمينا عاما مساعدا وتابع أعضاء القيادة القومية الباقون عملهم.
وطن اف ام