وثّق ناشطون سوريون مقتل 653 مدنياً في مدينة الرقة وأريافها وبلداتها منذ مارس/ آذار الماضي، أي في أقل من ثلاثة أشهر، نتيجة القصف الجوي من قبل طيران التحالف الدولي، والقصف المدفعي من قبل ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية. وأشاروا إلى أن العدد مرجّح بشدة للزيادة، بسبب عدم القدرة على توثيق العديد من المجازر حتى الآن.
وقدّم ناشطون سوريون قائمة إسمية وزمنية للقتلى المدنيين في الرقة والطبقة وريفيهما، منوهين إلى أن العدد لا يمثل سوى جزء من حجم الخسائر البشرية في هذه الفترة، حيث يصعب إحصاء وتوثيق العدد الكلي للشهداء المدنيين بسبب استحالة ذلك في ظل الظروف الحالية، وحجم الدمار الهائل الذي أخرج كل المشافي العامة والخاصة من الخدمة، ودمّر معظم المباني الطابقية داخل مدينة الرقة، وكل الجسور إضافة إلى الآلاف من المباني السكنية الخاصة.
وذكر الناشطون، أن هذه المناطق تعرضت لـ180 غارة خلال شهر مايو/ أيار الماضي وحده.
وقال الناشط خليل العبد الله، إن “الارتفاع الكبير في عدد الضحايا المدنيين خلال الشهرين الأخيرين، سببه تسليم الإدارة الأمريكية أسلحة لميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية من جهة، ولتخفيف الإدارة الأمريكية القيود مفروضة على الطيارين الأمريكيين فيما يخص قواعد الاشتباك، من جهة ثانية”.
وحذّر العبد الله، من نشوء صراع قومي كردي – عربي في الرقة وما حولها بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، خاصة وأن “الأكراد ماضون بمشروعهم القومي، ويحظى بدعم أمريكي، وصمت تركي، فيما يرفض العرب في المنطقة كلها أي مشروع يهدد وحدة سوريا”، وفق تقديره.
وحول مستوى وجود “تنظيم الدولة” في الرقة، قال: “لم يبق بالرقة سوى مراهقين عديمي خبرة، وليس فيها أي داعشي عربي أو أجنبي، فالجميع غادرها عبر صفقات متتالية مع القوات الكردية، لكن الأكراد يُقدّمون للأمريكيين معلومات لوجستية استخباراتية مغلوطة، باعتبارهم شركاء الأمريكيين على الأرض، تتسبب باستمرار الأمريكيين بالقصف الجوي للرقة ومحيطها وتحويلها إلى أرض محروقة، وتُماطل القوات الكردية في دخول المدينة حتى تضمن تدمير كل ما ستُسيطر عليه تماماً وتضمن عدم عودة سكّانه إليه”، حسب تأكيده.
يذكر بأن تقديرات الجيش الأمريكي لأعداد الشهداء من المدنيين في الغارات الجوية للتحالف تقل بشكل كبير عن تقديرات منظمات مدنية وحقوقية تراقب الحرب وتوثق أعداد الضحايا.
وطن اف ام