مع اندلاع الثورة السورية في ضد النظام اتهم المقربون من الأسد المعارضين لنظام حكمه على أنهم من مروجي جهاد النكاح في سوريا ، وأنهم قاموا بتخريب البلاد بهدف الحصول على رغباتهم التي لم يحققوها ضمن هدوء ما قبل العاصفة.
لم يكل ولم يمل الموالون للأسد بتوجيه تهمة جهاد النكاح ضد المعارضة السورية وكلُ من ساندهم، حتى وصل الأمر إلى وسائل إعلام الأسد الرسمية وعلى لسان المتحدثين باسم حكومته بتوجيه التهمة ذاتها للمناوئين لنظام الحكم في البلاد، رغم هذه التهم التي ما تزال مستمرة، إلا أن المناطق التي يقطنها المؤيدون غصت وباعترافهم بعشرات الحالات من الأوبئة التي فتكت بهم وبجنود النظام، وعناصر ميليشياته المسلحة، وصولاً إلى تفشي وباء الإيدز بين قرى الساحل السوري التي تشتهر على أنها الدرع الأقوى للأسد.
أقرت وزارة الصحة العاملة في حكومة الأسد في مطلع شهر نيسان/أبريل الماضي بوفاة مدني في مدينة طرطوس الساحلية، عقب إصابته بفايروس إنفلونزا الخنازير-H1N1 دون أن تأتي على كيفية إصابة المتوفي، ولم تقف أزمة الأوبئة عند هذا الحد، لتعترف الوزارة ذاتها بعدها مباشرة بوجود ثلاثة عشر موال للأسد مصابين بإنفلونزا الخنازير في المدينة.
الأمر الذي جعل الموالون للأسد في مدينة طرطوس يشتمون وزارتهم بسبب ما أسموه خطر جائحة إنفلونزا الخنازير، متهمين وزارة صحة النظام بالإهمال المتعمد، وعدم الاكتراث لحال المؤيدين الذين يقلتون للدفاع عنالوطن، الأمر الذي جعل مدير صحة النظام الدكتور أحمد عمار، للخروج إلى الاعلام لطمئنتهم بعدم الخوف من انتشاره، معتبراً أن الحالات المكتشفة هي ضمن الحدود الطبيعية ولا شيء يدعو للقلق.
وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، فإن حالة الوفاة في طرطوس تضاف إلى خمس عشرة حالة وفاة مشابهة في كلًّ من محافظتي ريف دمشق والسويداء، إضافةً إلى وجود أربعة وخمسين مصابا بالفيروس.
وخلال اليومين الفائتين تفشى وباء جديد بين الموالين للنظام في مدينة طرطوس الساحلية، وهو وباء أشدُ خطراً من سابقه، فقد أعلنت المواقع الرسمية لحكومة دمشق أن طرطوس تشهدُ انتشارً مزمناً لوباءالإيدز بين الموالين، وخرج رئيس دائرة الأمراض السارية والمزمنة في طرطوس معلناً عن توثيق عشر إصابات بمرض الإيدز في المدينة.
وسرعان ما طمأن مصدر النظام أهالي المدينة أن لا يرتعبوا أو يخشوا من الوباء الجديد، وأن عدد الإصابات هي عشر حالات فقط، إلا أن أبناء المدينة تهجموا مباشرة على شخص رئيس دائرة الأمراض الساحلية، واصفين أقواله بالمراوغة والدجل، وأنهم أطهر من أن يمس مسؤول في حكومة النظام بشرفهم وأعراضهم، حسب ما نقلته مصادر إعلامية محسوبة على النظام في مدينة طرطوس.
كما قال مسؤول النظام أنه بدأ بعملية تنسيق مع فرع الأمن الجنائي في طرطوس بخصوص هذا الوباء المنتشر بين الموالين، وأن أي حالة اشتباه تتم مشاهدتها ستوضع للفحص الفوري، والدقيق المباشر.
وأردف مصدر النظام مهدئا الموالين أن هذا المرض قد انتشر في مركز إيواء الكرنك في المدينة وليس بين الموالين للأسد، وأنه تم ترحيل أربعة نساء ينتمون لمناطق مناوئة للنظام من المجمع نظراً لتشكيلهن شبكات مشبوهة على حد وصفه.
ومع انتشار وبائي إنفلونزا الخنازير والإيدز بين الموالين للنظام في قراه الساحلية، لعلها دليل من لسان حال المؤيدين أنفسهم، على إسقاط عشرات الاتهامات الباطلة التي وجهتها مصادر نظامهم والعديد من المحسوبين عليهم بحق المعارضة السورية، فإن كان لجهاد النكاح وتوابله تواجدٌ في سوريا فإن مصدره الرئيسي هو الميليشيات الشيعية التي أحضرها النظام إلى البلاد للقتال بجانب قواته، ليتطور توافدها لتصبح لهم تجمعات وانتشار سكاني واسع الطيف في البلاد.
المصدر : القدس العربي