أخبار سورية

ميليشيا حزب الله يعيد تشكيل قواته داخل سوريا

بعد انتهاء المعارك في الأحياء الشرقية لحلب نهاية العام 2016، أعادت ميليشيا “حزب الله” اللبناني تموضعه في المدن السورية، ووزع عناصره على جبهات أخرى مستفيدة من الانتهاء من جبهة حلب التي استنزفت قواته كما استنزفت قوات الأسد والميليشيات الأجنبية الأخرى المساندة له.

ويشير معهد “واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” في تقرير نشره الثلاثاء 13 يونيو/ حزيران الجاري، إلى أن ميليشيا “حزب الله” أصبحت تركز مسرح عملياتها العسكرية في 3 مناطق هي، قرب التنف (عند الحدود السورية الأردنية)، وتدمر (ريف حمص الشرقي)، ودرعا (جنوب سوريا)، وهي مناطق تمثل لإيران التي تحرك ميليشياتها في سوريا أهمية استراتيجية خصوصاً في سعيها لإقامة الممر البري الذي ينطلق من أراضيها مروراً بسوريا وصولاً إلى إيران.

وتشهد منطقة “التنف” تصعيداً عسكرياً كبيراً وملفتاً، لا سيما وأن التحالف الدولي شن للمرة الأولى غارات جوية على ميليشيات تابعة لنظام الأسد وتدعمها إيران، حاولت التقدم نحو المعبر حيث توجد قوات أمريكية مهمتها تدريب مقاتلين من الثوار لمواجهة تنظيم “داعش”.

وتتجه الأنظار إلى واشنطن وعمّان اللتان حذرتا مراراً من اقتراب الميلشيات الشيعية المدعومة من إيران نحو الحدود، خصوصاً وأن نظام الأسد وإيران يتحدثان عن وصول الميليشيات المدعومة إيرانياً إلى الحدود العراقية السورية في منطقة مجاورة لمعبر “التنف”.

ويأتي انتشار مقاتلين لـ”حزب الله” في المنطقة القريبة من التنف، ضمن مساعٍ للميليشيات الإيرانية التي تدعم الأسد بالتقدم نحو دير الزور المدينة التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة”، بالتزامن مع تقدم لميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي للتخلص من عناصر التنظيم داخل الأراضي العراقية عند المنطقة الحدودية مع سوريا.

الانتشار بتدمر

وينتشر مقاتلو “حزب الله” أيضاً في تدمر، وقد كانت قوات الأسد والميليشيات المساندة له قد سيطرت، أمس الأربعاء، على مثلث “آراك” بعد معارك مع “تنظيم الدولة”، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الأسد “سانا”.

وتعد مدينة السخنة المجاورة لـ آراك هدفاً مهماً لنظام الأسد وميليشياته لكون السيطرة عليها ستستمح لهم بالتقدم نحو مدينة دير الزور، ولا يمكن فصل انتشار ميليشيا “حزب الله” في هذه المنطقة عن مشروع “الجسر البري” الإيراني، الذي يسمح لها بالوصول إلى منطقة المتوسط، كما يشير تقرير “معهد واشنطن”.

تقسيم درعا

وتشهد الحدود مع الأردن تطورات خطيرة، حيث تشير التوقعات إلى مزيد من التصعيد هناك، حيث يعيد مقاتلون من “حزب الله” انتشارهم بالقرب منها، لدعم الأسد الذي يروج لسعيه استعادة السيطرة بشكل كامل على محافظة درعا.

ويشير تقرير المعهد الأمريكي إلى أن “معظم عمليات حزب الله تهدف إلى تقسيم المحافظة إلى جزئين بدلاً من السيطرة عليها بالكامل. ومن خلال قيامه بذلك، يأمل الحزب على ما يبدو بتحقيق ثلاثة أهداف، الوصول إلى أجزاء أكبر من مرتفعات الجولان ليشكّل تهديداً أكبر على إسرائيل، وقطع خطوط الاتصال إلى الثوار في درعا، وضمان أمن دمشق بشكل أفضل ضد الهجمات المحتملة من قبل الفصائل”.

ويخوض ميليشيا “حزب الله” حالياً معارك عنيفة في حي المنشية في درعا (القريب من الحدود مع الأردن) الذي تسيطر الثوار على أجزاء كبيرة منه، إلا أن الحزب يحظى بخسائر كبيرة في المعارك هناك، وفقد في 4 يونيو/ حزيران الجاري 10 مقاتلين خلال المعارك بينهم القيادي علي محمد حسين ياغي، وفقاً لما ذكرته حينها غرفة عمليات “البنيان المرصوص” التابعة للثوار والتي تخوض المعارك بدرعا.

ويشير “معهد واشنطن” إلى أن “حزب الله” يختبر حالياً درجة الصبر الأمريكي الرافض لاقتراب الحزب والميليشيات الإيرانية من الحدود الأردنية السورية.

 سيناريوهات المواجهة

في ظل تقدّم الميليشيات الشيعية التابعة لإيران عبر البادية نحو دير الزور والبوكمال، يبدو “أن هدفها الرئيسي يتمثل بالاستيلاء على المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة سابقاً وليس بالضرورة محاربة التنظيم”.

ورجح المعهد الأمريكي حصول مواجهة كبيرة في دير الزور، بين الميليشيات الإيرانية التي تتقدم نحو المدينة، وبين القوات التي تدعمها أمريكا والتي تتقدم أيضاً نحو المنطقة نفسها، “غير أن الميليشيات الشيعية التابعة لإيران تسعى، قبل وصولها إلى هناك، إلى إحكام قبضتها على المناطق الواقعة بين تدمر وشرق السويداء من أجل جمع قوات المعارضة الموجودة بالجنوب في جيوب معزولة ووقف أي محاولة أمريكية لتوسيع منطقة سيطرتها خارج التنف”.

وتشير نهاية تقرير “معهد واشنطن” إلى أنه “على الرغم من أن حزب الله يبدو عازماً على أخذ زمام المبادرة لتحقيق أهداف إيران في المنطقة، إلّا أنّ الجهود الدبلوماسية الأمريكية المتضافرة مع روسيا إلى جانب الجهود العسكرية التي ترفع تكلفة الحملات الجارية بالوكالة في الجنوب يمكن أن تغيّر حسابات الحزب وتساهم في تفادي مواجهة أكبر. وفي خلاف ذلك، يشير مجرى الأمور إلى أن المواجهة بين الولايات المتحدة ووكلاء إيران أصبحت وشيكة”.

وطن اف ام 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى