تصاعد التوتر فجأة خلال ساعات أمس في سوريا حيث أسقطت طائرة مقاتلة أمريكية طائرة حربية تابعة لنظام الأسد وسط اشتباكات غير مسبوقة بين قوات الأسد و”قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من واشنطن، بينما أطلقت ايران صواريخ بالستية على مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” في دير الزور (شرق).
ويشكل حادث إسقاط الطائرة تصعيداً مع وجود قوات نظام الأسد على تخوم المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية – قسد” في شمال وجنوب سوريا.
أما إطلاق الصواريخ الإيرانية على دير الزور فهذه أول مرة تطلق فيها إيران صواريخ خارج حدوها منذ ثلاثين عاماً أي منذ الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988)، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الصواريخ قطعت مسافة 650 كيلومتراً وعبرت الأجواء العراقية لضرب أهدافها في دير الزور. وعرض التلفزيون الإيراني صورا قال إنها لإطلاق الصواريخ.
وأمس اندلعت في بلدتي الشويحان وجعيدين في محافظة الرقة (شمال) اشتباكات هي الأولى من نوعها بين قوات الأسد و”قوات قسد”.
وقامت قوات الأسد التي سيطرت أمس على هاتين البلدتين الواقعتين على بعد نحو 40 كلم جنوب مدينة الرقة، بالاشتباك مساء مع “قوات سوريا الديموقراطية”، قبل ان تشن مقاتلة سوخوي تابعة للأسد غارة على هذه القوات ردت عليها الولايات المتحدة بإسقاطها.
وكان جيش الأسد والمجموعات المتحالفة معه “وصلت لتخوم بلدة الرصافة بريف الرقة الجنوبي” على بعد حوالى أربعين كيلومتراً إلى جنوب غرب مدينة الرقة، المعقل الأساسي لـ”تنظيم الدولة”، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد إلى أن هدف الأسد ليس الرقة، التي تسعى “قوات سوريا الديموقراطية” إلى السيطرة عليها، لكنه يسعى عبر محافظة الرقة للوصول إلى محافظة دير الزور النفطية شرقاً.
ودخلت “قوات سوريا الديموقراطية” مدينة الرقة التي باتت بحكم الواقع معقل “تنظيم الدولة” الرئيسي في سوريا، في السادس من الشهر الحالي وسيطرت على عدد من الأحياء. وهي تستعد لشن المعركة الحاسمة للسيطرة على وسط المدينة.
وكان يعيش في مدينة الرقة التي استولى عليها التنظيم في 2014، نحو 300 ألف مدني، بينهم 80 ألف نازح من مناطق سورية أخرى. إلا أن الآلاف فروا خلال الأشهر الأخيرة.
وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما وأن “تنظيم الدولة” يعمد إلى استخدام المدنيين كـ”دروع بشرية”، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته.
ويواصل جيش الأسد التقدم منذ مايو/أيار في وسط البلاد وجنوبها، وبدأ مؤخراً الاتجاه شرقاً. وكذلك تمكن من طرد مسلحي التنظيم من مناطق في البادية السورية، وبلغ الحدود العراقية في 9 يونيو/حزيران للمرة الأولى منذ 2015.
وباتت قواته قريبة جداً من فصائل معارضة تدعمها واشنطن متمركزة في منطقة التنف الحدودية، ما أثار مخاوف واشنطن التي نشرت بطاريات صاروخية في المنطقة.
وطن اف ام / أ ف ب