يصادف الثلاثاء “يوم اللاجئ العالمي” الذي أطلقته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000، وأزمة اللاجئين السوريين في لبنان ما زالت على حالها، وتخوفهم على مستقبل أطفالهم وأولادهم يزيد يوما بعد اليوم ممزوجا باللهفة للعودة والعيش في بلادهم “ولو في منازل مهدمة”.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد اللاجئين السوريين في لبنان وصل إلى مليون و17 ألفا و433 لاجئا مع نهاية 2016؛ أي ما نسبته 27 % من عدد السكان البالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة.
ويتوزع اللاجئون السوريون على 6 محافظات لبنانية، أبرزها محافظتا الشمال والبقاع، ثم محافظة “جبل لبنان”.
وفي جنوبي محافظة “جبل لبنان”، تستقبل القرى نحو 12 ألف لاجئ سوري، فيما لا تضم المنطقة إلا مخيما واحدا فقط، في بلدة “كترمايا”، تسكنه 56 عائلة.
بني المخيم عام 2013 على أرض قدمها لهم “علي طافش”، أحد أبناء البلدة، في محاولة للتخفيف من معاناة من لجأ إلى المنطقة هربا من ويلات الحرب المستعرة والبراميل المتفجرة والقصف العشوائي.
“طافش”، أشار إلى أن “أعداد اللاجئين في المنطقة تتزايد ولا تتناقص؛ إذ أن 37 قرية وبلدة هنا تضم حاليا نحو 12 ألف لاجئ سوري”.
ولفت إلى أن “تقديم الأرض لإنشاء المخيم أتى من وازع إنساني، علنا نخفف بما نستطيع عن هؤلاء اللاجئين آلامهم ومعاناتهم”.
وبعد مرور 4 أعوام على إنشائه، تتحسن أوضاع المخيم اليوم شيئا فشيئا، مقارنة بالكثير من المخيمات الأخرى المنتشرة في لبنان، والتي لا يوجد حولها أرقام رسمية أو خريطة توزيع دقيقة.
ويضم المخيم حاليا خياما تستقبل العائلات وكبار السن وأصحاب الحالات الصحية الخاصة، إلى جانب روضة صغيرة لتعليم ما يمكن تعليمه للأطفال، وغرفة مخصصة لتدريس بعض اللغات الأجنبية، ومساحة خاصة للترفيه والألعاب الرياضية.
منى فضل الله، لاجئة من ريف دمشق، قالت: “لقد مرّت علينا السنة الرابعة ونحن في المخيم، الذي نشعر فيه وكأنه منزلنا إذ أنه يؤمن لنا كل ما نحتاجه من مستلزمات الحياة الكريمة”.
وحول العلاقة السائدة بين ساكني المخيم، قالت منى إن “العلاقة أكثر من جيدة ولا تقع بيننا المشاكل، ونقوم معا بتحضير إفطاراتنا الرمضانية في الحديقة”.
وكبقية سكان المخيم، شددت منى على أن “القلق كبير جدا على مستقبل أولادنا الذين لا يعرفون إلى متى سيبقون خارج المدارس، ومشرّدين خارج وطنهم ومنازلهم”.
وأضافت: “نحن ننتظر أن نعود إلى سوريا، حتى ولو سكنا في منازل مهدمة”.
وطن اف ام