رغم تعرض أجزاء كبيرة منه للدمار، يضج سوق “دوما” المركزي في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة بالزبائن استعدادا لعيد الفطر السعيد.
وأسهمت حالة الهدوء النسبي التي فرضتها اتفاقية “مناطق خفض التصعيد”، في الإقبال على السوق الذي يعد الأكبر في الغوطة.
وعمد عدد من الباعة إلى وضع بسطاتهم (التي يعرضون عليها بضاعتهم) في الأجزاء المدمرة من السوق، حيث يبيعون مختلف الاحتياجات من ملابس وأحذية وغيرها.
ويروي مظهر تلك البسطات أمام الأنقاض قصة 6 سنوات من القصف المتواصل على المنطقة.
وتعرض سوق “دوما” المركزي للقصف عدة مرات، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
كما أن السوق كان أحد المراكز الرئيسية للتظاهرات التي انطلقت ضد نظام بشار الأسد في مارس / آذار 2011.
ويمتاز الإقبال هذه المرة بكثرة النساء والأطفال الذين يتجولون في السوق، فيما تظل الألبسة المستعملة أحد أهم معالمه، حيث تشهد إقبالا كبيرا منذ بدء الحصار على المدينة قبل 5 أعوام.
وأسهم الحصار في إفقار سكانها إلى حد كبير بسبب توقف الأعمال وصعوبة دخول المواد الأساسية.
وقال عمار الشامي أحد الباعة في السوق، إن “شهر رمضان الجاري كان الأفضل إثر الانخفاض الكبير للقصف، ما أتاح المجال للحركة في السوق”.
وأعرب عن أمله أن “تستمر حالة وقف إطلاق النار وينتهي الحصار حتى يعيش الناس حياتهم الطبيعية”.
وأوضح الشامي أن انخفاض مستوى الخوف من القصف جعل العائلات تجلب أبناءها معها، ما أعطى للسوق حيوية كبيرة.
وأضاف أن “الكثير من الباعة الذين أغلقوا محلاتهم بسبب الخوف من القصف عادوا لافتتاحها، أما من لا يتوفر على محل فقد عمد إلى وضع بسطات بالجزء المدمّر من السوق”.
يشار إلى أنه تم التوصل خلال العام الجاري إلى اتفاق خفض التوتر في سوريا، وذلك بضمانة تركية وروسية وإيرانية، في اجتماع عقد بالعاصمة الكازاخية أستانة، حضرته الدول الثلاث إلى جانب وفدي الأسد والثوار.
وطن اف ام