عرض التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” على فصائل سورية تابعة للثوار، وخصوصاً “جيش مغاوير الثورة”، الذي يسيطر على معبر التنف بين سوريا والعراق والقريب من الحدود الأردنية، مساعدته في إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة الشدادي بمحافظة الحسكة القريبة من دير الزور، ونقل حوالي 100 عنصر من هذا الجيش بمعداتهم إلى هناك.
وبحسب ما أكدته صحيفة الغد الأردنية في تقرير لها اليوم الاثنين، فإنه تم اختيار هذا الفصيل من بين جميع الفصائل التي تسيطر على أجزاء كبيرة من البادية السورية، مثل أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو و”أحرار العشائر”، وشهداء القريتين، كون كوادر هذا الفصيل من أبناء مناطق دير الزور، وهو ما سيكون عامل جذب لانضواء أبناء عشائر دير الزور في هذا الجيش، لتحقيق تفوق عددي مع كوادر “تنظيم الدولة” الموجود بالمنطقة، يمكن من تحرير دير الزور.
وأضافت الصحيفة، أن قاعدة الشدادي هي القاعدة العسكرية الثالثة لـ”جيش مغاوير الثورة”، والتي تتواجد فيها قوات التحالف أيضاً، بعد قاعدتي التنف والزكف، واللتين لا تبعدان عن بعضهما أكثر من 73 كلم، على امتداد مناطق السيطرة لهذا الجيش على الحدود السورية العراقية.
وأشارت إلى أن “جيش مغاوير الثورة”، الذي لا يزيد قوامه عن أكثر من 1500 فرد، تقتصر مهمته على حماية منطقة التنف العسكرية، فيما تتولى باقي الفصائل الموجود في البادية باستثناء “جيش أحرار العشائر” المخصص لحماية مخيم الركبان، مقاتلة المليشيات الشيعية ومنع تقدمها في البادية السورية.
ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين في فصائل الثوار قولهم، إن اختيار منطقة الشدادي جاء للوصول إلى معبر البوكمال القائم بين سوريا والعراق، والذي يسيطر عليها “تنظيم الدولة”، بعد أن فصلت قوات النظام والمليشيات الشيعية الموالية له بين “جيش مغاوير الثورة” ومعبر البوكمال.
وذكر المستشار السياسي في الجيش الحر “أبو يعقوب” في هذا الإطار، أن الهدف من نقل قوات من “المغاوير” هو السيطرة على مدينة دير الزور، والتي تعتبر حالياً الهدف الأهم بالنسبة لكافة القوى المتصارعة.
وبين أن “هذا القرار يأتي بعد قيام مليشيات النظام بالوصول إلى منطقة الوعر، وأصبح الوصول إلى مدينة البوكمال ودير الزور، انطلاقاً من قاعدة التنف يواجه صعوبة، كون المسافة حوالي 260 كم بين قاعدة التنف والبوكمال والتي يتواجد فيه قوات الأسد والمليشيات الشيعية الموالية له”.
وحول اختيار منطقة الشدادي لإقامة معسكر “المغاوير” قال أبو يعقوب، إن “مدينة الشدادي تقع شمال شرق دير الزور حوالي 15 كلم، وتبعد عن البوكمال حوالي 70 كلم، وهي قريبة من حقول النفط باتجاه دير الزور، لذلك من الممكن اعتمادها قاعدة لأعمال عسكرية باتجاه دير الزور”.
وأضاف أنه “كون فصيل مغاوير الثورة اغلب عناصره من أبناء العشائر بدير الزور فمن الممكن أن ينخرط في صفوفه أعداد كبيرة عند وصوله إلى تلك المنطقة”.
وحول تكليف الجيش الحر لفصيل المغاوير في معركة تحرير دير الزور والبوكمال، وليس ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية”، وهو فصيل كردي، رجح عضو المكتب الإعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو التابعة للجيش الحر سعيد سيف، بعدم وجود رضا من قبل العديد من دول “التحالف” على سلوك “سوريا الديمقراطية” في الفترة الأخيرة في سير المعارك في الشمال السوري.
من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم “جيش مغاوير الثورة”، الدكتور محمد مصطفى الجراح للصحيفة، أن إقامة معسكر لـ”المغاوير” في الشدادي تناقشه قيادات الجيش حالياً، بيد أنه لم يتم نقل أي عنصر أو آلية إلى هناك.
وتابع: “إننا نقاتل دفاعاً عن أرضنا أينما كنا وأينما حللنا، فسوريا في الشدادي كما هي في حلب او التنف، مؤكد بأن المغاوير لن يخلي قاعدة التنف كما يتردد في وسائل الإعلام”.
وشدد الجراح، على أن “المغاوير لن يخلي أي منطقة يسيطر عليها، ويسلمها للنظام السوري.. هذا لا يقبله العقل أو المنطق”.
وطن اف ام