أخبار سورية

مشاكل المراكز الطبية والإسعافية بريف حلب الجنوبي بين اتهامات المدنيين وردود المسؤولين

عقد فرع “المجلس الطبي” بريف حلب الجنوبي، وبحضور ممثلين عن مجلس محافظة حلب الحرة ومديرية الدفاع المدني في المنطقة، اجتماعاً مشتركاً يهدف إلى تنظيم آلية عمل الكوادر الطبية في المنطقة، وتشكيل مراكز طبية وخدمية تكون قادرة على تغطية التجمعات السكنيك التي يسيطر عليها الثوار في المنطقة.

حلول جذرية

ونشر المكتب الطبي بياناً تفصيلياً عن القرارات التي تم الاتفاق عليها بعد مناقشات مطولة لـ”المعيقات والمشاكل التي واجهت المراكز الطبية” وايجاد حلول لها، خلال الاجتماع الذي عقد بين ممثلي المؤسسات العاملة بالريف الجنوبي.

وبحسب البيان فقد تم الاتفاق على افتتاح عدد من المراكز الطبية في المناطق القريبة من خطوط المواجهة بين الثوار وقوات النظام (الزربة والعيس)، بالإضافة إلى أحداث مراكز تكون قادرة على تغطية جميع المناطق السكنية، كما ألزم البيان “منظومة الاسعاف التابعة لمنظمة “UOSSM” بريف حلب الجنوبي” على وضع تتبيع المراكز الاسعافية بالنقاط الطبية المعتمدة من قبل المجلس الطبي.

وأكد مدير منظومة الاسعاف “ساهر فضل” أن القرارات التي تم اتخاذها خلال الاجتماع الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي، بين ممثلي المراكز الثورية بريف حلب الجنوبي، سيبدأ العمل على انجازها خلال الايام القادمة.

خمسة مراكز لمئة وخمسين قرية

وقال فضل: سيتم تدعيم المراكز الطبية في مناطق “زمار، كفر جوم، الزربة والحص” بريف حلب الجنوبي بعربات اسعاف جديدة، بالإضافة إلى تدعيم المراكز القريبة من خطوط المواجهة بين الثوار وقوات النظام بعربات وكوادر طبية تابعة لمنظومة الاسعاف بريف حلب الجنوبي.

وأضاف: وضعنا خطة عمل كفيلة بتغطية كامل المناطق المحررة بريف حلب الجنوبي والتي يبلغ تعدادها أكثر من “مئة وخمسين” قرية وبلدة، وذلك من خلال انشاء عشرة مراكز في القرى والمناطق المؤهولة بالسكان والقرى النائية القريبة من بادية حماة وريف ادلب الشرقي.

شكاوى المدنيين وتبريرات المسؤولين

ويأتي الإجتماع بعد كثرة الشكاوى المقدمة بحق المجلس الطبي ومنظومة الاسعاف العاملين بريف حلب الجنوبي، واطلاق ناشطي المنطقة حملة اعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي قالوا أنها تستهدف “الفساد” المتفشي داخل المؤسسات الطبية هناك.

فقد أطلق مجموعة من الناشطين العاملين وسكان المناطق التي تشهد “تقاعساً” وصل حد عدم تأدية المراكز الطبية والاسعافية مهامها الأساسية هناك، أذلقوا حملة اعلامية عبر موقع “فيس بوك” تدعو المجلس الطبي ومنظومة الاسعاف إلى محاربة ما وصفوه بـ”التقاعس والفساد” المتفشي داخل المراكز الطبية، والغياب الكامل لعربات الاسعاف التابعة لمنظومة الإسعاف بريف حلب الجنوبي.

وأكد الناشط “خالد العلي” وهو أحد المشاركين في الحملة التي سلطت الضوء على مشاكل العمل الطبي والاسعافي في مناطق ريف حلب الجنوبي، على أن الغياب الكامل لمنظومة الاسعاف وتحويل العربات الاسعافية إلى عربات نقل خاصة، دفعهم إلى اطلاق حملة تطالب بتنظيم العمل الطبي ومراقبته من قبل المؤسسات الخدمية والثورية العاملة في المنطقة.

كما تسائل الناشط “محمد أبو سفيان” عن المناطق التي تغطيها منظومة الإسعاف والأسباب المجهولة التي أدت إلى اختفاء أكثر من عشرين سيارة إسعاف في أوقات المواطنون هم بأمس الحاجة لعربة تقل مصابيهم أو مرضاهم.

وفي رده على الاتهامات الموجهة ضد منظومة الإسعاف التابعة لمنظمة “UOSSM” قال “ساهر فضل” مدير منظومة الاسعاف في الشمال السوري، ” يتبع لمراكز منظومة الاسعاف بريف حلب الجنوبي سبعة سيارات موزعة على المراكز الطبية في “السميرية، أم العمد، كفر الجوم، ام الكراميل والبوابية”، كما أن عمل المنظومة لايقتصر على ريف حلب الجنوبي فقط، إنما تغطي ادلب وريفي حلب الغربي والجنوبي”.

وأضاف: قدم عدد من العاملين ضمن كوادر المنظومة من أطباء ومسعفين استقالتهم قبل مدة، نتيجة عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية اثر توقف الدعم مدة طويلة عن منظومة الاسعاف، بالإضافة إلى ارتقاء خمسة مسعفين نتيجة غارة جوية استهدفتهم أثناء تأدية عملهم قرب مدينة الزربة، ويضاف إلى هذه المشاكل الأعطال التي لحقت بسيارات الاسعاف نتيجة ضغوط العمل التي استمرت لأكثر من ستة أشهر متواصلة في المناطق التي تغطيها المنظومة، الأمر الذي خلق حالة من الفراغ والنقص في العربات والكوادر العاملة.

وأكد “فضل”: أن نقص الكوادر والممرضين بالإضافة إلى النقص في العربات الاسعافية مقارنة بالمناطق السكنية الكثيرة والواسعة التي تغطيها المنظومة بالريف الجنوبي، ونظراً لهذه الصعوبات فإننا نجد صعوبة كبيرة في تلبية نداءات المواطنيين بالسرعة المطلوبة، الأمر الذي يدفع إلى القاء اللوم على المنظومة دون غيرها.

ما بين اتهامات واسعة بالفساد وبين دفاع المسؤولين ومبرراتهم المتعلقة بنقص الآليات وضعف الامكانات، تعيش المنطقة المحررة من ريف حلب الجنوبي واقعاً متردياً على صعيد الخدمات الطبية، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً خاصة وأن هذه المنطقة مصنفة على أنها منكوبة منذ أيلول ٢٠١٥.

منصور حسين – وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى