هناك تفاصيل مثيرة للاهتمام كانت في لقاء رئيس الأركان التركي خلوصي آكار مع رئيس الأركان الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد مما أثار فضولي فبحثت عما كانا يتطلعان إليه.
ظهرت تفاصيل مثيرة للاهتمام متعلقة بالمحادثات التي أجريت حيث قدم المؤتمر من قبل عميد يعمل في رئاسة الأركان في دائرة التخطيط للعمليات وكان هنالك مساحة يعرض بها خريطة لجرابلس والباب ومنبج والرقة وكان هنالك عميد لديه معرفة في المنطقة يشرح على خريطة وضعت بها إشارات وفقاً لسكان المنطقة مشروع خطة عملية الرقة وكان دانفورد يتابعه باهتمام ويطرح الأسئلة من وقتٍ إلى آخر ولفت انتباهي وجود ملف أمام رئيس الأركان التركية خلوصي آكار وكان هناك ملف شامل يقع على الجانب الأيسر من خريطة المنطقة وكان أمام دانفورد ملف يكتب به بخط اليد الملاحظات التي تلفت انتباهه.
لماذا تم اختيار قاعدة أنجرليك؟
وهذا المشهد يشرح في الوقت نفسه لماذا تم اختيار قاعدة أنجرليك لتتم المقابلة بها فقد ترك لنا تحديد مكان المقابلة وعندما سأل دانفورد عن مكان المقابلة اختار رئيس الأركان آكار أن تكون في قاعدة أنجرليك لأنه من المحتمل أن تكون قاعدة أنجرليك مركزاً لعملية الرقة. وبسبب ذلك اختار رئيس الأركان أكار أن تكون قاعدة أنجرليك منطقة العمليات وإلا فإن دانفورد كان قد ذهب 7-8 مرات إلى أنقرة وكان قد زار مقر رئاسة الأركان التركية.
كيف مرت المقابلة وهل تم الشعور بالمرونة فيما يخص الأحزاب الكردية من “بي يي دي” و “يي بي كي” عما كان عليه الوضع في زمن أوباما ؟
في المكالمة الهاتفية التي أجريت بين الرئيس أردوغان وترامب وعندما كان أردوغان يشرح عن الوضع في المنطقة وعن عملية الرقة وموضوع “يي بي كي” كان ترامب يستمع إليه باهتمام ويسأل أسئلة مفصلية للغاية.
وكان قد شرح رئيس الأركان أكار لنظيره الأميركي وبشكلٍ واضح عن موقف تركيا لمحاربة تنظيم داعش و موضوع “بي يي دي” و “يي بي كي” وتركيا تشدد على الالتزام المطلق بما قررته في موضوع “بي يي دي” و “يي بي كي” وقال أيضاً أن هذه المسألة هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا وكانت عملية الرقة تشكل وزناً ضمن المقابلة وكانت تركيا قد قدمت مشروع خطتها وكانت عملية درع الفرات التي حققت إنجازات في محاربة تنظيم داعش قد عززت من قوة تركيا في المحادثات وتم شرح مشروع خطتنا من أجل عملية الرقة لرئيس الأركان دانفورد وشارك أكار قناعته للمقربين منه عن أن المحادثات مرت بإيجابية ملحوظة.
تفاصيل خطة الرقة
إذاً ماهي خطة تركيا لعملية الرقة؟ مع العلم أنها في حالة الدراسة لأنه في حال أعطت الولايات المتحدة قرارها بالقيام بعمل مشترك لتطبيقها سوف يتم نشر الخطة بحالتها الأخيرة.
المتوقع أن هنالك خط طريق يمر من مدينة تل أبيض بطول 54 كم وعرض 1 كم قد تم ضمان سلامته وأمنه.
وتفاصيل خطة المشروع على الشكل التالي:
1- ستوفر الولايات المتحدة وتركيا دعم جوي مكثف للعملية ولن تدخل من البر وسيتم تكثيف العمليات الجوية وهذا لا يعني أنه لن يكون لدينا أي قوة على الأرض حيث يتواجد في منطقة الباب ما بين 180-200 من قواتنا الخاصة وما يقارب 2200 من وحداتنا وتم توظيف 3 آلاف عنصر من عناصر الجيش السوري الحر وبالطبع إن الرقة كبيرة بقدر لا يقاس مع مدينة الباب حيث سيتم توظيف عناصر بما يتناسب مع كبر الرقة.
2- حيث سيتم تشكيل قوة برية تضم قرابة الـ 10 آلاف عسكري من الجيش السوري الحر وعناصر تختار من قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” التي يشكل “يي بي كي” عمودها الفقري لكن على أن تكون هذه العناصر من أبناء المنطقة العرب.
3- سيتم توجيه وإدارة القوات البرية من قبل القوات الخاصة الأميركية والتركية وتعتمد عملية الرقة على الموقف الذي سوف تبنيه “يي بي كي” فهل ستبقى “يي بي كي ” في الخارج أم لن تبقى ؟ وموضوع “يي بي كي” هو أحد خطوطنا الحمر ولم ينتهي إصرار الولايات المتحدة مع الاستثمار التي قامت به في “يي بي كي” حيث تم اقتراح أحد الأمور المزعجة في المقابلة التي أجريت في قاعدة انجرليك حيث تدخل عناصر “يي بي كي” إلى الرقة من الشرق من دون ان تكون تابعة للتحالف وتتقدم قوات الجيش السوري الحر من جهة الشمال الشرقي وقوبل اختيار “يي بي كي” بالرد القطعي من قبل تركيا.
ولا يزال التخطيط لحجم عملية الرقة مستمراً ولكن الشيء المهم هو الإرادة
هل ستفعلها الولايات المتحدة معنا أم مع عناصر “بي يي كي”؟
تحاول تركيا التأثير على الاستراتيجية التي تحاول إدارة ترامب اتباعها في المنطقة مع بذل الجهود من أجل خلق استراتيجية في المنطقة تكون تركيا فيها صاحبة مكان وتبذل جهود أيضاً من أجل أن تكون “بي يي دي” و “يي بي كي” خارج هذه الاستراتيجية.
إنها عملية صعبة.
المصدر : حريات التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام