منوعات

الشيخة موزا من جامعة اكسفورد: لماذا حياة المسلمين أقل أهمية من حياة الآخرين؟

تساءلت الشيخة موزا بنت ناصر المسند، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن الأسباب التي تجعل من حياة المسلمين أقل أهمية من حياة الآخرين.

وتحدثت في كلمة على هامش افتتاح المبنى الجديد لمركز الشرق الأوسط بكلية سانت أنتوني بجامعة أوكسفورد في بريطانيا، عن تنامي الخوف في أوروبا من المسلمين، وقارنت ذلك بالفضول الفكري حول الإسلام في أوروبا، و”احترام تراثه المعماري والفلسفي والتاريخي الثري”.وتناولت جوهر ومظاهر العلاقة الحالية بين الشرق الأوسط وأوروبا.

وأضافت، أن “فوبيا المسلم” قد حطّت من قيمة حياة المسلمين في أوروبا وأمريكا، كما سلطّت الضوء على الكيل بمكيالين في تطبيق مبادئ حرية التعبير وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، وتساءلت: “لماذا تبدو حياة المسلمين أقل أهمية من حياة الآخرين؟ هذا إذا ما كانت حياتهم مهمة أصلاً!”.

كما أثارت الشيخة موزا قضية استخدام اللغة في تحليل ظهور التشدد، قائلة “إنّ كلمة قروسطي أصبحت تستخدم بكثرة لوصف أفعال المتطرفين. لكن لماذا نَدُسُّ في الأذهان على نحوٍ ما أن أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف لا ينتمون إلى عصرنا؟ وأنهم على نحوٍ ما غير “حديثين”؟ إنه رفضٌ ساذجٌ للقبول بمسؤوليتنا المشتركة، فحركة داعش حديثةٌ كسجن غوانتانامو وأبو غريب، كلهم نتاج عصرنا”.

ولم يقتصر تشخيصها على تنامي فوبيا المسلم في أوروبا، بل تطرّقت أيضاً إلى الدول الإسلامية أنفسها التي تمارس نوعاً من (فوبيا الإسلام من الداخل) “من خلال خلق الخوف والارتياب في كل ما هو إسلامي”، من أجل “ترسيخ الهيمنة الحالية على السلطة”.

وربطت “فوبيا الإسلام من الداخل” ببقايا الاستعمار وقمع الربيع العربي. وقالت في هذا الصدد، “من الواضح أن الاستعمار قد خلّف وراءه ندوباً مادية وسياسية وثقافية وسيكولوجية عميقة، وجراحاً هائلة، نحن بحاجة إلى نقاش وليس إلى قمعٍ عنيف، هل يمكن أن يكون هذا سبباً في أننا كمسلمين فقدنا الثقة في قدرتنا على تطبيق القيم الإسلامية الكونية والأبدية في تقاليدنا الحية؟”.

ودعت الأكاديميين للوصول إلى ما هو أبعد من الأوساط الأكاديمية ونشر أبحاثهم على نطاق واسع، من أجل مواجهة القصص المثيرة التي تروّجها وسائل الإعلام العالمية.

كما أكدت أن “المؤسسة الأكاديمية ينبغي أن تخدم المجتمع، وليس فقط رصد المجتمع والتعليق عليه”. وأضافت، أن المسلمين يتحملون مسؤولية إثبات أن “الإسلام إرثٌ أخلاقي حيٌّ وغنيٌّ قادر على تقديم حلول للتحديات الكونية”.

وأعطت مثالاً على العمل الذي تنهض به كلية الدراسات الإسلامية في قطر لتوظيف القيم والأخلاق الإسلامية في حل المشاكل العالمية. ونصحت الشباب المسلمين بقولها، “لا ينبغي علينا العودة إلى التاريخ الاسلامي بحثاً عن المجد، وإنما يجب أن نتطلع إلى المستقبل سعياً إلى مجد يتحقق بالإسلام، كما ينبغي علينا ألاَّ نستلهم القيم التاريخية وحدها، وإنما نستلهم القيم الأبدية كذلك”.

وقد قامت الشيخة موزا لدى وصولها للمبنى الجديد لمركز دراسات الشرق الأوسط بجولة على المركز برفقة المهندسة المعمارية زها حديد، اطلعت من خلالها على القاعات الدراسية والمرافق المختلفة للمبنى. ويجمع كلا من مؤسسة قطر، من خلال كلية الدراسات الإسلامية، وجامعة أوكسفورد، تاريخ طويلٌ من التعاون يمتد قرابة عقد من الزمن. ويتجسد هذا التعاون سنوياً في التبادل بين الأساتذة، وإقامة البحوث وورش العمل المشتركة، حيث تتيح الشراكة القائمة بين الجامعتين للطلاب القطريين الذين يتابعون الماجستير في دراسات الشرق الأوسط، دراسة فصل في جامعة أوكسفورد.

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى