منوعات

“الكلاب” بزيمبابوي .. أصدقاء ومصادر للرزق

طالما عرف الكلب دوما بأنه صديق الإنسان الوفي، لكن مؤخرا تحولت تلك الصداقة إلى مصدر كسب العيش لكثيرين في زيمبابوي التي تعاني تدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث تزايد عدد مربي الكلاب، لا سيما في العاصمة هراري، بعد الإقبال المتزايد علي اقتنائها، لأغراض الأمن والحراسة.

قبل سنوات قلائل، كان يمكن رؤية عدد قليل من الأفراد في زيمبابوي، أغلبهم من البيض، يتجولون برفقة كلابهم في مراكز التسوق في البلاد، والبعض كان يضع مقاود (أربطة) حول أعناقها، أو يجلسها في الجزء الخلفي من شاحنته.

وفي ظل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، لجأ العديد من الزيمبابويين ذوي البشرة السمراء إلى تربية الكلاب ليس كأصدقاء، ولكن للبيع.

“قبل وفاته عام 2007، اشترى لي والدي زوج من الكلاب ذكر وأنثى”، هكذا استهل حديثه باكاسا موتشادي، وهو مربي كلاب علم نفسه بنفسه، ويعيش في هراري.

وأضاف “كنت أكره الكلاب، ولكن عندما بدأ الناس رؤيتهما معي في منطقتي في مبارى، أعجبوا بكبر حجمهما، وعرض البعض علي مبالغ ضخمة مقابل الكلبين”.

وتابع: “في ذلك الوقت، لم أكن أعرف أي شيء عن تربية الكلاب، وذات يوم، رآني رجل أبيض، وعرض علي 500 دولار أمريكي مقابل أحد الجراء، وقال لي إنها من نوع غيرمان شيبرد (أحد سلالات الكلاب الضخمة)”.

وأشار “موتشادي” إلى أنه بنى بيوتا ضخمة لكلابه، وتعلم من خلال “جمعية منع القسوة ضد الحيوانات” سبل رعاية الكلاب.

وأوضح أن “مربي الكلاب يحتاج مساحة للقيام بهذا النوع من الأعمال، لأن الكلاب على غرار البشر تحتاج لممارسة التدريبات، وأن تفعل ما تريد بحرية”.

ولفت إلى أن التحدي الوحيد الذي كان يواجهه، هو العلاج وتطعيم (حقن باللقاح) كلابه، الذي يجب أن يتم على نحو صحيح ومنتظم، موضحا أنه “في زيمبابوي، لا يمكن للمرء اقتناء كلب دون تطعيمه ضد داء الكلب”.

وتابع “وإذا تم ضبطه، فإن هذا أمر غير قانوني، لأن هناك دائما موجات تفشي لداء الكلب في هذا الجزء من العالم”.

وفي الوقت الراهن، أصبحت حرفة تربية الكلاب تجارة مربحة في زيمبابوي، بحسب “موتشادي” الذي قال إنه لا يتمكن من تلبية متطلبات الكثير من زبائنه الذي يحرصون على اقتناء الجراء.

من جانبه، أوضح تيناشي مبوفو، وهو طبيب بيطري، أن الالتزام بتطعيم وعلاج الكلاب أمر ضروري.

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول “بوصفي طبيب بيطري، يمكنني اكتشاف إذا كان أي كلب يتم الاعتناء به بشكل صحيح، أو لا”.

وتابع “مبوفو” موضحا “يمكنك أن تعرف من اللعاب، ولون الأسنان – وحتى نوع براز الكلب الذي يخرجه – أنه يحتاج إلى عناية”.

وأشار إلى أن “شراء اللقاحات والأدوية المطلوبة مكلف بعض الشيء، لذلك يتجاهله البعض”.

من جهته، قال كريسبن ماكونا وهو مربي كلاب، ومتخصص في تربية كلاب من سلالة “بوير بويل جنوب أفريقي” (سلالة تتميز بالضخامة نشأت في جنوب أفريقيا)، إن لديه العديد من الزبائن في هراري وحولها.

وأضاف أنه في زيمبابوي، 3 سلالات، هي “غيرمان شيبرد”، و”بوير بويل” و”روت وايلر” تحظى بشعبية خاصة لدى رجال الأعمال لأسباب أمنية.

وأوضح أن الثلاثة، هي الأكثر طلبا بين سلالات الكلاب في زيمبابوي، لأنها سهلة التدريب وقابلة للتعلم للغاية.

الاناضول

زر الذهاب إلى الأعلى