تدور أحداث الرواية المتخيّلة “لم يُصلِّ عليهم أحد” على تخوم مدينة حلب، حيث فاض العام 1907 نهرٌ جرف عمراً من الحياة الهانئة على ضفتيه.
زوجة حنا وطفله، ابن زكريا، وكثيرون غيرهم، الهموم الدنيوية هي التي أنقذت حنا وزكريا من الطوفان، فهما كانا في قلعة الملذات التي صممها الصديق الثالث عازار، وبناها الصديقان غير بعيد من حوش حنّا لاحتضان أعمال محبي الحياة… والموت.
السيل ابتلع من ماتوا، لكنه أيضاً سلب من بقوا حيواتهم، فلم يعد شيء كما كان.. من كان يهرب من قيود الدنيا، وقع سجين الآخرة.
هذه ليست سوى مصائر صغيرة ضمن مصيرٍ أكبر لمدينة عاشت فيضانات وزلازل ومجاعات، واستوعبت تحوّلات اجتماعية وسياسية ودينية عميقة، يرصدها خليفة في رواية ملحمية، مسكونة بثنائية الحب والموت.
إنّها ليست مجرّد رواية عن طفل مسيحي ناجٍ من مجزرة في ماردين، تربّيه عائلة مسلمة في حلب، بل ملحمة إنسانيّة حقيقيّة عن الطوفان والقلق البشري، عن وهم النجاة من هذا الطوفان والأوبئة، وعن ورطة الحياة بحدّ ذاتها.
مصائر صغيرة تقودنا إلى مصير أكبر لمدينة حلب التي شهدت عبر تاريخها الطويل تحوّلات اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة عميقة، يرصدها خليفة بتقنيّات جديدة، في هذه الملحمة المسكونة بثنائيّة الحبّ والموت.
يقول خليفة: “الرواية متخيلة من الألف إلى الياء، وهي تختلف كلياً عن رواياتي السابقة وكتبتها بروح وأسلوب مختلفين”. ويضيف: “الرواية لا تقارب الحالة السورية الآن نهائياً سوى في السؤال الدائم المتمثل بفكرة سؤال الهوية”.
خالد خليفة روائي وسينارست سوري (مواليد حلب، 1964) تُرجمت أعماله إلى الكثير من اللغات.
صاحب “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” (2013) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة وحازت جائزة نجيب محفوظ لعام 2013، وهي روايته الرابعة بعد “حارس الخديعة” (1993) و”دفاتر القرباط” (2000) و”مديح الكراهية” (2006) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة كذلك.
له أيضاً عدد من المسلسلات التلفزيونيّة منها “سيرة آل الجلالي” (1999) و”هدوء نسبي” (2009) و”المفتاح” (2011). “لم يُصلّ عليهم أحد” هي روايته الثانية عن نوفل بعد “الموت عمل شاق” (2016).
المصدر: إندبندنت عربية