سكان روما القديمة كانوا في ذروة الإمبراطورية الرومانية، متنوعين وراثياً ومن أصول مختلفة، كما سكان نيويورك هذه الأيام، وفق دراسة علمية قام بها علماء من 3 جامعات عالمية، واستندت إلى نتائج تحليل الحمض النووي لبعض من كانوا يقيمون في “المدينة الأبدية” كما كان لقبها عبر التاريخ، وظهر أن لمعظمهم بصمات جينية مشتركة مع مواطني اليونان وسوريا ولبنان أكثر من اشتراكها مع جينات الأوروبين الغربيين.
الدراسة نشرتها دورية Science الصادرة عن جمعية العلماء الأميركيين، وقام بها بروفيسور من جامعة Sapienza في روما، هو Alfredo Coppa المتخصص بعلم الإنسان الحيوي، بالتعاون مع نظيره Ron Pinhasi المتخصص بالعلم نفسه من “جامعة فيينا” بالنمسا، إضافة للبروفيسور Jonathan Pritchard المتخصص بالبيولوجيا والجينات من جامعة Stanford الأميركية، ممن جمعوا بمساعدة متخصصين آخرين لم تجد “العربية.نت” أسماءهم في الدراسة المنشورة، رفات 127 شخصاً من 29 موقعاً أثرياً مختلفاً في روما، وأجروا تحليلاً دقيقاً على كل حمض نووي استخرجوه من عظام الأذن في كل جسم.
من تحليل كل DNA مسحوب من مجموعة الرفات الأقدم، اتضح أنها كانت تعود لأوروبيين عاشوا في المنطقة على الصيد البري وعلى ثمار الأشجار، ممن يعود تاريخهم إلى بضعة آلاف من السنين سبقت بناء روما، ووجدوا أن جيناتهم مشتركة مع أوروبيين آخرين. أما الحمض النووي لسكان المدينة في الفترة بين عام 900 قبل الميلاد إلى 200 بعده، فكشف عن بدايات تنوع في الجينات مختلف عن الأوروبي، وله علاقة بموجات من مهاجرين جدد جاؤوا من المنطقة المعروفة الآن بتركيا.
أما ذروة التنوع الجيني بين سكان المدينة، فاتضح أنه كان بين عام 27 قبل الميلاد و300 بعده، أي حين شملت الإمبراطورية الرومانية 70 مليوناً من سكان شمال إفريقيا والشرق الأوسط وقسماً من الشمال والغرب الأوروبي، حيث تم فحص 48 عيّنة من مجموعات الرفات، وتبين أن اثنين منها فقط لهما بصمات وراثية مشتركة مع الأوروبية. أما الباقي فمن سوريا ولبنان واليونان، خصوصاً حين تم تغيير عاصمة الإمبراطورية من روما إلى القسطنطينية، وهي اسطنبول حالياً.
المصدر:العربية