كشفت صحيفة معاريف العبرية أمس الجمعة أن الاستخبارات الإسرائيلية توقفت عن استخدام اسم “سوريا” لتعريف الكيان القائم وراء الحدود الشمالية، حيث انتهت كدولة، وباتت مُقسَّمة بين عدة كيانات مسلحة.
وقال المحلل العسكري الإسرائيلي “يوسي ملمان” في مقال نشرته الصحيفة أمس حمَل عنوان: (سوريا، النهاية): إنه لم يعد هناك شيء اسمه سوريا، فلم تعد هناك دولة قائمة؛ بل هي مقسمة ويسيطر عليها عدد من الأطراف.
وأضاف “ملمان”: إن قسم الاستخبارات العسكرية للجيش الإسرائيلي توقفوا عن استخدام اسم “سوريا” لتعريف المنطقة الجغرافية والكيان القائم وراء الحدود الشمالية في هضبة الجولان، مشيرًا إلى أنه لا يوجد بعد اسم بديل، وما زال البحث عنه مستمرًّا.
وأكد ملمان أن الاستخبارات الإسرائيلية تنظر إلى سوريا على أنها غير موجودة كدولة، فالبيضة التي تحولت إلى عجة لا يمكنها أن تعود بيضة، على حد تعبيره. وأوضح كاتب المقال “يوسي ملمان” أن سوريا ليست وحدها التي تلاشت كدولة حيث إن الأجهزة الاستخبارية بدأت منذ زمن الاستعدادَ للواقع الجديد في المنطقة، حيث تحولت الفوضى إلى نظام جديد، وبدأت في رسم انتشار الميليشيات والتنظيمات على الخرائط دون التطرق للدول القومية في المنطقة.
ويقول الكاتب: إن خريطة سوريا أصبحت تتقاسمها عدة كيانات مسلحة أبرزها جيش الأسد مدعومًا بالميليشيات الشيعية والمتطوعين، وتنظيم الدولة والفصائل الإسلامية والميليشيات الكردية. وبحسب الكاتب فإن نظام الأسد أصبح لا يسيطر سوى على 20% فقط وهي الأراضي التي تسميها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “سوريا الصغيرة”، وهي تشمل العاصمةَ دمشق وحمص والشاطئ وميناء اللاذقية وطرطوس وجنوب هضبة الجولان.
أما الفصائل الإسلامية والثورية وعلى رأسها جبهة النصرة فإنها تسيطر على نحو 10 – 15% وتنتشر في هضبة الجولان (بما في ذلك القنيطرة)، وفي الشمال (إدلب وحلب).
أما تنظيم الدولة فإنه يسيطر على نحو 80 ألف كم من الأراضي السورية، وجزء كبير من هذه الأراضي صحراوي ويعيش فيه 7 ملايين نسمة.
وفي الوقت نفسه تسيطر الميليشيات الكردية على 15 % من الأرض السورية يتركزون في شمال شرق البلاد وبدؤوا في إرسال المجموعات باتجاه الجنوب لتهديد الرقة. أما باقي الأراضي السورية والتي تبلغ 10 % تسيطر عليها عشرات التنظيمات والفصائل الصغيرة التي تتغير أسماؤها باستمرار.
ويرى الكاتب أن فرص الاتفاق السياسي في سوريا ضعيفة جدًّا بسبب ثلاثة عوائق: الأول هو رفض الأسد الاعتزالَ، الثاني هو عدم وجود فرصة للتفاهم مع تنظيم الدولة، والثالث هو الموقف الروسي.
وتؤكد الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد للواقع الجديد في هضبة الجولان بعد كل هذه المعطيات حيث لا توجد دولة ولا جيش نظامي في شمال شرق إسرائيل، لافتةً أن التهديد المستقبلي على الدولة العبرية هو من الفصائل الإسلامية التي تسيطر على معظم الحدود مع إسرائيل.
وطن اف ا م