مشاهد دمار كبيرة تعم مختلف مناطق محافظة حلب السورية، وأصوات طلقات نارية تتعالى بشكل متصل على نحو ينبئ بمواجهات ضارية تدور رحاها بين القوات النظامية وقوات الجيش الحر، وبين الفينة والأخرى تهتز الصورة على وقع دوي انفجار قوي ناجم عن قصف لطيران الأسد لمواقع المقاتلين المناوئين له دون أن تسلم التجمعات السكنية من تبعاته.
تلك مشاهد استطاع المخرج المغربي الشاب “ياسين الادريسي”، بثها من خلال فيلمه الوثائقي “ياسين ذهب إلى سوريا”، الذي تم عرضه مساء أمس الجمعة، في إطار منافسات المسابقة الرسمية لمهرجان “أوروبا الشرق” للسينما الوثائقية، المتواصلة فعالياته حتى اليوم السبت، بمدينة أصيلة في شمال غربي المغرب.
وينقل الفيلم، تجربة المخرج المغربي الشاب “الإدريسي” حين كان طالبا بأكاديمية السينما بأمستردام الهولاندية، والذي كان قد سافر إلى سوريا للوقوف عن قرب على مجريات الثورة السورية في بدايتها الأولى، حيث وجد نفسه أمام أحلام وتطلعات سقفها السماء لمقاتلين رجالا ونساء شيبا وشبابا من أجل الحرية والديمقراطية، وسط دولة في حالة اضطراب أمني واجتماعي.
ويكشف الإدريسي” خلال مؤتمر صحفي على هامش عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، أن توظيفه لذاتيته في هذا الشريط الوثائقي، جاء من منطلق إصراره على إنجاز عمل من هذا النوع، مبرزا أنه كان يعتزم الانطلاق من قصة طفل وجد نفسه من دون مأوى بعد تدمير منزله في حلب، غير أنه فقد أثر هذا الطفل فيما بعد ولم يتمكن من بدء العمل، ما اضطره إلى إقحام ذاتيته في الفيلم.
ويوضح “الادريسي”، أن قسوة الظروف الأمنية في سوريا لم تكن تسمح له بلقاء شخصيات الفيلم أكثر من مرة واحدة، مشيرا إلى أن أحد أصدقائه من أصل هولندي، هو من كان يعبد له الطريق للوصول إلى مستجوبيه وباقي العناصر التي كانت واردة في سيناريو الفيلم الذي يوجد في تصوره.
وتواصلت أمس الجمعة، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان “أوروبا الشرق” المنظم من طرف الجمعية المغربية للدراسات الأعلامية والأفلام الوثائقية (غير حكومية)، بعرض أربعة أفلام أخرى، في إطار المسابقة الرسمية، وهي، “مرسديس” للمخرج “هادي زكاك” من لبنان، و”الذهب الاحمر” للمخرج الفرنسي “فيليب بارون”، و”أجي-بي، نساء على مدار الساعة”، للمخرجة المغربية “رجاء الصديقي”.
وتشارك في هذا المهرجان الذي انطلق يوم الأربعاء الماضي،جمهورية بولونيا، كضيف شرف، إلى جانب المغرب البلد المستضيف، وإسبانيا، فلسطين،انجلترا، تونس، فرنسا، ولبنان.
وتتنافس الأفلام المشاركة، على خمس جوائز، هي الجائزة الكبرى، وجائزة الإخراج، وجائزة السيناريو، وجائزة النقد، كما تخصص جائزة خاصة تحمل اسم جائزة الجزيرة الوثائقية.
وتضمّ لجنة التحكيم التي يرأسها الكاتب والمخرج المغربي “محمد العروسي”، كلاًّ من الممثلة الفرنسية “آني غونزاليس”، والكاتب والفنان البولوني “كوميك كافياك”، والمنتج الفلسطيني “نبيل العتيبي” والسيناريست التونسي “أحمد القاسمي”.
بينما تضم لجنة تحكيم الجائزة الخاصة التي تقدمها قناة الجزيرة الوثائقية، كل من المخرج التونسي “جمال دلالي”، والخبير المغربي في مجال الصورة والسينما “عبد الرحيم الادريسي”، والإعلامي المصري “جمال جبريل
المصدر : الأناضول