منوعات

لغز سقوط طائرة سيناء: روسيا تؤكد انفجارها في الجو ومصر تتمسك بفرضية العطل الفني

ما زال سقوط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، صباح أمس الأول، يبدو لغزا عصيا على الحل مع تضارب التحليلات والتكهنات حول الأسباب الحقيقية. ويبدو أن ثمة اتفاقا قد تشكل من جانب الخبراء الروس على أن الطائرة قد انشطرت في الجو، إما بسبب حريق أو انفجار، وهو ما يفسر انتشار الأشلاء والشظايا في مساحة شاسعة تزيد عن العشرة كيلومترات في وسط سيناء.

يتبنى هذه النظرية رئيس وكالة الطيران الروسية روسافياتسيا ألكسندر نيرادكو الذي أكد أمس أن «كل الدلائل تشير إلى أن تدمير هيكل الطائرة تم في الهواء وعلى ارتفاع كبير.»

إلا أن الجانب المصري تمسك بفرضية العطل الفني مؤكدا أنه لم يتم العثور حتى الآن على أي أدلة تشير إلى حدوث عمل إرهابي، أو «نشاط غير عادي»، حسب تعبير رئيس الوزراء شريف اسماعيل مساء السبت، لكن من دون أن يغلقوا الباب أمام أي احتمالات.

ومن جهته اعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي «ان التحقيقات قد تستغرق شهورا، لأنها عملية فنية معقدة، وأنه لا يجب استباق النتائج».

وأضاف أنه على الرغم من أن مصر تملك الحق في التحقيق في الحادث إلا أنه أبلغ الرئيس لروسي فلاديمير بوتين ترحيبه بمشاركة محققين روس.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية طرحت أمس احتمال تعرض الطائرة الى تفجير بعبوة ناسفة، في إشارة إلى السقوط العمودي من على ارتفاع كبير وعدم وجود أي إشارة استغاثة من الطيار.

وكانت الطائرة الروسية «إيرباص321» سقطت، صباح السبت، وسط سيناء وكان على متنها 217 راكبا إضافة إلى 7 يشكلون طاقمها الفني، وفتحت السلطات القضائية المصرية تحقيقات فورية بمشاركة روسية.

ومن جانبه، صرح المهندس محمود أحمد المسؤول في شركة مصر الطيران لـ»القدس العربي»، « لم تأت أية معلومات إلينا، حتى وقتنا هذا من منظمة الطيران العالمية وفريق التحقيقات، الذي وصل إلى شرم الشيخ أمس سواء من دولة روسيا أو من شركة «أيرباص»، لنعلم السبب الحقيقي وراء سقوط الطائرة، كما أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن نتيجة تحليل المعلومات الخاصة بالصندوق الأسود، ولكن سيتم إعلان نتيجة تفريغها خلال اثنين وسبعين ساعة»، مشيرا إلى» أنه كان من المفترض أن تدخل الطائرة المنكوبة ومحركاتها إلى الصيانة في روسيا ولكن تم التغاضي عن ذلك».

وأضاف»أنه تم استبعاد أية أياد إرهابية وراء الحادث، فهذه الطائرة الروسية هي طائرة من طراز «أيرباص 321» والتي تعد على وجه التحديد أحد أنواع الطائرات الحديثة والمتطورة، بالإضافة إلى أنها طائرة مدنية تحمل ركابا مدنيين، أي أنها ليست طائرة عسكرية حتى تكون مستهدفة».

وذكر» أن ذلك سيؤثر بالطبع على السياحة الخارجية إلى مصر، لأنه بالفعل قامت كل من شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» وشركة الطيران الفرنسية «أير فرانس» بوقف سير أية طائرات تابعة لها فوق سيناء، كما ألغت الشركات المذكورة رحلاتها المتجهة لمدينتي شرم الشيخ والغردقة وسوف تظهر عواقب ذلك فيما بعد».

اما ياسر محمد، وهو مراقب جوي في مطار القاهرة فقال لـ»القدس العربي»، «إنه تم البدء في تفريغ بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية، ونحن جميعا في انتظار نتيجة التحليل، لذلك لا يمكن التكهن بأية أسباب أخرى، والسبب كما تم الإعلان عنه يرجع إلى وجود عطل فني بالطائرة فقط، كما أن الهيئة الخارجية للطائرة تؤكد أن ما وقع لا يرجع إلى تفجير الطائرة بعبوات ناسفة أو ما إلى ذلك».

وأشار الى أنه سيتم إعلان نتيجة تحليل بيانات الصندوقين الأسودين خلال أيام، وسيتم تفريغهما بحضور الشركة المصنعة للطائرة بفرنسا ولجنة من وزارة الطيران المدني المصرية وحضور الشركة المالكة للطائرة أيضا والشركة المؤجرة التابعة لدولة روسيا، بالإضافة إلى أن ما حدث لن يؤثر إطلاقا على السياحة الخارجية إلى مصر لأن حوادث سقوط الطائرات تحدث يوميا وتوجد في جميع الدول ليس في مصر فقط».

وعن تضارب المعلومات حول توقف الرحلات السياحية القادمة من الخارج إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، ذكر»أنه لم تتوقف الرحلات الخارجية إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، ولكن تم فقط تغيير مسار الطائرات لحين معرفة السبب الحقيقي وراء وقوع الحادث، والدليل على ذلك، قد وصل أمس أكثر من ألفي سائح أجنبي من جنسيات متعددة إلى مطاري شرم الشيخ والغردقة، لذلك لم تتأثر حركة السياحة في مصر بما حدث».

وإلى ذلك شحنت سلطات مطار القاهرة الدولي، مساء الأحد 126 جثة من ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة التي سقطت أمس السبت، في شبه جزيرة سيناء شمال شرق مصر، إلى بلادهم.

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى