للسنة الثالثة على التوالي تعيش العاصمة بيروت احتفالات مرئية صاخبة تلقي التحية على الفن الفوتوغرافي بقدرته على تجسيد الواقع بجمالية تتخطى الرتابة وذلك من خلال مهرجان (فوتوميد) لفن التصوير في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ويسمح هذا المهرجان الذي يستمر حتى العاشر من فبراير شباط لهواة التصوير والنقاد باكتشاف المواهب الجديدة وأيضا الغوص في الأروقة الافتراضية التي ينسجها بعض المصورين العالميين والمحليين داخل حدود صورهم. وهي أيضا منصة لإدراك القواسم المشتركة التي تجمع سكان المنطقة.
وتعرض الصور المشاركة في أماكن ثقافية وفنية متنوعة في العاصمة وذلك بغية خلق حركة ثقافية حقيقية تليق بالمهرجان الذي يسلط الضوء في نسخته الثالثة على الصور القادمة من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ولبنان بشكل خاص.
وتبرز الأعمال الإسبانية أكثر من غيرها وذلك من خلال أعمال توني كاتاني وآلفارو سانشيز – مونتانيس ولويس فيوكي. أما الأعمال الفرنسية فهي مخصصة لإدوار بوبا وأنطوان داجاتا وإيما خروبوا وآرنو برينيونز ويمثل إيطاليا أليساندرو بوتشيلليني وآنجيلو أنطولينو. ومن لبنان هي أعمال جيلبير حاج ولميا ماريا أبي اللمع ولارا تابت وميريام بولس وكارولين تابت وتانيا طرابلسي ووضاح فارس وهادي سي وطوني حاج.
ويسعى المهرجان لخلق منصة ثقافية موحدة تجمع بلدان البحر الأبيض المتوسط فتبرهن تاليا الصور المشاركة بأن عناصر عدة تجمع بلدان المنطقة وتعمل على ترويجها بأسلوب ثقافي في الوقت عينه.
ويتضمن المهرجان أيضا أعمالا من فن الفيديو لعشرات الفنانين من منطقة البحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى محاضرات تتمحور حول الفن الفوتوغرافي وورش عمل يديرها بعض المحترفين واضعين خبراتهم في تصرف الهواة.
وتتنوع الموضوعات المطروحة من خلال الصور فالمصور لويس فيوك – المولود في مدريد بإسبانيا – يعطي في أعماله دور البطولة للسماء الواسعة والأمواج والآفاق الواسعة التي تبرز فيها أحيانا مبان ذات شكل هندسي دقيق تاركا للشخصيات في صوره الدور الثانوي.
ويتناول الفرنسي أنطوان داجاتا في صوره مواضيع شغوفة في محتواها وتتخطى السلوك والعادات التي يفرضها المجتمع.
بينما التقطت اللبنانية ألسي حداد عشرات الصور لفندق (بوجوتا) القائم في برلين بألمانيا الذي استضاف عام 1920 مشاهير في عالم الفن. وفي وقت لاحق جاء النازيون واتخذوا من المكان مكتبا ثقافيا تابعا للحزب.
وتقول ألسي حداد إن الفندق سيتحول قريبا إلى مكاتب بعدما عجز القيم عليه من أن يحافظ عليه. وقد تمكنت من التقاط عشرات الصور لهذا المعلم التاريخي قبل شهر واحد من تحويله الى مكاتب تجارية.
أضافت “ولأنني لا أملك ذكرياتي الخاصة في فندق (بوجوتا) رحت أتخيل القصص وأنسج في رأسي ذكرياتي التي لم أعشها في الواقع في الفندق. كانت هذه الطريقة الفضلى لأشعر بأنني قريبة من قصته التي تكتنفها الغموض”.
المصدر : رويترز