قالت فيسبوك إن لديها 1.59 مليار مستخدم نشط حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر أي واحد من بين كل أربعة أشخاص في العالم. ومع هذا التزايد المطّرد في عدد مستخدمي شبكتها الاجتماعية، تجني شركة فيسبوك، أرباحا صافية بمستويات قياسية تتضاعف سنة بعد أخرى.
وقفزت أسهم فيسبوك 15.5 بالمئة الخميس مسجلة أكبر مكاسب ليوم واحد من حيث النسبة المئوية منذ يوليو 2013 بعد أن أعلنت الشركة المتخصصة في شبكات التواصل الاجتماعي نتائج أعلى من توقعات المحللين في الربع الأخير من 2015.
وصعد سهم فيسبوك إلى 109.11 دولار وهو ما يجعل القيمة السوقية للشركة 308.6 مليار دولار مما يجعلها الشركة الأميركية الأعلى قيمة. لكن، من أين يأتي نمو أرباح موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك؟
بالطبع تُعدّ الإعلانات المصدر الرئيس لدخل شبكة فيسبوك. وتشير الأرقام إلى أن 85 بالمئة من أرباح الموقع تأتي من الإعلانات، وخصوصا تلك الإعلانات التي تظهر على الجانب الأيمن أو الأيسر من الملفات الشخصية أو الصفحات الخاصة بالأعمال.
ويستخدم موقع فيسبوك من خلال نظامه الذكي، المحتوى الذي يقدمه كل مستخدم، وبناء على ما يبديه من إعجابات، وما يقوم به من مشاركات، في مواضيع معيّنة، ثم يقوم بجمع هذه البيانات عن المستخدم والملايين ممّن يشاركونه تلك الاهتمامات وربطها، ومن هنا يقوم الموقع بتوجيه إعلان مستهدف، سيشاهده المستخدم وكل من شاركه اهتماماته، ليظهر هذا الإعلان فقط لمن لديه أدنى اهتمام بالموضوع المحدد، ولا يظهر لأولئك الذين لا يحققون الاستهداف المطلوب، وبالتالي استبعادهم من الحملة.
والغرض من الاستهداف هنا هو أن الشركات لا تنفق أموال حملاتها الإعلانية على الأشخاص غير المهتمين، ممّا يزيد من جدوى الإعلان وفعاليّته. ويستطيع النظام الذكي لموقع فيسبوك، التنبّؤ أيضا وربط الأذواق، فمثلا عندما يقوم المستخدم بتسجيل الدخول على موقع الموسيقى المفضل لديه، عن طريق حساب فيسبوك، يتعرف الموقع إلى نمط الموسيقى الذي يحبّه.
ومثال آخر، يقوم الكثير من رواد شبكة فيسبوك باستخدام خاصية Check-In، فلو قام أحدهم مثلا باستخدام هذه الخاصية، في مطعم معيّن، فإنه سيقدم إلى فيسبوك معلومات بقيمة الذهب دون أن يعلم، فبناء على ذلك ستتعرف شركة فيسبوك إلى طبيعة الأماكن التي يرتادها المستخدمون ونوعية الأطعمة التي يتناولونها، ما يجعل المستخدم والملايين ممّن يشبهونه، هدفا لحملة إعلانية خاصة بوجبة طعام قد تكون المفضلة لديهم.
وعندما يقوم المستخدم بتقديم كل بياناته لموقع فيسبوك، مثل تحديد الجنس وتاريخ الميلاد، ومكان الإقامة، ودرجة التحصيل العلمي، ونوع العمل، فإن كل ذلك سيسهّل كثيرا من عملية الاستهداف في الإعلان كأن يقوم المعلن بتوجيه إعلانه لفئة محددة من الشباب ضمن مجال عمري معيّن.
يذكر أن موقع فيسبوك كان يعتمد في السابق على مورد واحد لجني الأموال، وهو بيع المعلومات من غير البيانات الشخصية، وكان هذا المورد يمثل 98 بالمئة من مصادر دخل الشبكة، إلا أن القائمين على الموقع أدركوا خطورة الاعتماد على مصدر واحد للربح، فأصبح المورد الجديد، وهو الإعلانات.
وفي الولايات المتحدة وكندا شهد المبلغ الذي يحصله فيسبوك من كل مستخدم زيادة بنسبة 50 في المئة، من 9 دولارات إلى 13.54 دولارا عن كل مستخدم، مقارنة بنفس الفترة في عام 2014، أما على الصعيد العالمي، فإن المبلغ الذي يجنيه الموقع ارتفع بنسبة 33 في المئة، من 2.81 دولار إلى 3.73 دولار عن كل مستخدم.
وتساعد هذه الأرقام على تبرير كافة التغييرات التي قدمها فيسبوك لخدمات الموقع العام الماضي أمام المستثمرين في الشركة، وتشمل هذه المستجدات تقديم لقطات الفيديو “الحية” ومجموعات الصور، وتطبيق “إخطار” الذي يُمكن المستخدم من اختيار مجموعة متنوعة من “المحطات الإخبارية” الشريكة في التطبيق. كما قدم موقع التواصل الاجتماعي أيضا خدمة إخفاء مشاركات الحبيب السابق، ومحرك البحث الأكثر قوة.
ولا تُبقي الميزات الجديدة الناس على الموقع لمدة أطول فحسب، وإنما تساعد فيسبوك على جمع المزيد من المعلومات عن مستخدميه. أما بالنسبة لمؤسس فيسبوك الضاحك في الصور دائما، مارك زوكيربرغ (32 عاما) فقد قفزت ثروته الخميس أكثر من 4 مليارات و850 مليون دولار دفعة واحدة في دقائق معدودات، وأصبح يحتل المرتبة الرابعة من بين أثرياء الولايات المتحدة، والسادسة على مستوى العالم، بثروة تراكمت طوال 6 سنوات بواقع 14 ألف دولار في الدقيقة بلا توقف.
المصدر : العرب
