منوعات

وفاة صديق الحكام محمد حسنين هيكل عن عمر يناهز 93 عاماً

توفي الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2016، عن عمر يناهز 93 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.

وكانت حالة الكاتب المصري قد ساءت في الآونة الأخيرة، وترددت الشائعات حول وفاته، حتى خرج مكتبه نهاية الأسبوع الماضي لنفي خبر الوفاة الذي تناقلته الشبكات الاجتماعية.

وتشيع جنازة هيكل اليوم الأربعاء، عقب العصر من مسجد الحسين، بحسب ما أفادت وسائل إعلام مصرية.

وكان هيكل قد امتنع عن تناول الأدوية والطعام في آخر أيامه بعد إصابته بفشل كلوي.

صديق الرؤساء

ومحمد حسنين هيكل من مواليد سبتمبر/أيلول 1923، وهو أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين، وكان مقرباً من أغلب الأنظمة المصرية منذ فترة الملكية قبل ثورة يوليو/تموز 1952، حتى فترة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.

وكان هيكل مستشاراً لعبد الناصر حتى رحيله يوم 28 سبتمبر / أيلول 1970 وأصدر عنه كتباً تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها (لمصر لا لعبد الناصر) ثم اختلف مع السادات بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973.

وفي سبتمبر 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضاً حزبياً وصحفياً ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات بأيدي إسلاميين متشددين في السادس من أكتوبر تشرين الأول 1981.

وكتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه (خريف الغضب) الذي أغضب محبي السادات لتعرضه فيه لبشرة والدته ست البرين السمراء

عمل مراسلاً في دول منها إيران التي كانت موضوعاً لكتابه الأول (إيران فوق بركان) عام 1951 ثم كتب بالإنجليزية عن إيران كتاب (عودة آية الله) عام 1982 والذي ترجم إلى العربية بعنوان (مدافع آية الله).

وكانت المحطة الأبرز في مسيرة هيكل الصحفية حين انتقل عام 1957 من رئاسة تحرير مجلة (آخر ساعة) الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم إلى رئاسة تحرير صحيفة (الأهرام).

وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتجمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وصدرت هذه المقابلات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).

يتماهى مع الأنظمة

ورغم أن هيكل يعد أحد أهمّ الصحفيّين العرب في القرن العشرين، وأشدّهم تأثيراً، إلا أن الكاتب الصحفي حازم صاغية تحدث في مقال نشرته صحيفة “الحياة”، الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2001، عن دوره المباشر والسلطوي طوال عقدين ونيّف، قبل أن ينتقل إلى رعاية المعارضة خلال معظم سنوات العهدين الساداتي والمباركي، ليستقرّ أخيراً عند مباركة عبدالفتاح السيسي مصريّاً، والتشكيك في الثورات عربيّاً.

صاغية برر أهميّة هيكل كصحفي بوقوفه في وجه السلطات السائدة والقيم السائدة، فأهميّة هيكل، أو أهميّته المؤسِّسة لبقية حياته وأدواره، إنما تصدر عن علاقته الحميمة بجمال عبدالناصر، بحسب تأكيد صاغية.

صاغية قال أيضا إنّ هيكل غدا أستاذاً لطريقة في الصحافة غزت العالم العربي كلّه، مفادها الدفاع عن حُكم وحاكم والتماهي مع سياسات رسميّة بعينها.

ووصفه صاغية بأنه كاتب “فلسفة الثورة” في 1954، يوم كانت البدايات الناصرية بحاجة إلى أيّ كرّاس ترفعه إلى سويّة النظريّة.

تقريب المثقفين من الحاكم

وأضاف: “هو من كتب عام 1961 “أزمة المثقّفين”، داعياً إيّاهم إلى الانخراط في النظام وخدمته، بعيداً عن كل اعتبار ثقافي وقفزاً فوق السجون التي يتعفّن فيها بعضهم”.

صاغية قال أيضاً إن هيكل من خلال مقالاته الشهيرة التي حملت عنوان “بصراحة”، كان صوت النظام بالمعنى الذي قيل فيه إن الشاعر الجاهلي محامي قبيلته.

ويضيف صاغية: “وهو لئن لم يتقلّد من المناصب إلا وزارة الإعلام التي شغلها بضعة أشهر في 1970، فقد كان في منصب ظلٍّ يفوق المناصب كلّها أهميّة”.

المصدر : هافغنتون بوست عربي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى