منوعات

نمط الحياة يتغير.. سعوديون عرفوا طريقهم للعمل في ستاربوكس وماكدونالدز

إذا كنت تظن أن عمل الفتاة السعودية نادلةً لا يُعد نجاحاً، فلتسأل مريم الحربي التي تعمل في ستاربوكس، بل في الواقع اسأل أياً من الأعداد المتزايدة من المواطنين السعوديين الذي يقومون بطهي البرغر في ماكدونالدز، أو طيّ السترات في “غاب”، أو العمل في وظائف عديدة لتجارة التجزئة والوجبات السريعة في هذه البلد الغني بالنفط.

ربما سيخبرونك بأن العديد من أبناء بلدهم يشغلون مناصب حكومية كبيرة، وكيف سخر العديد من العمل في القطاع الخاص، حتى وقت قريب على الأقل، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الثلاثاء الأول من مارس/آذار 2016.

حربي، الفتاة الجامعية التي تبلغ من العمر 30 عاماً، والتي تعمل في الجزء المخصص للسيدات من السوق التجاري بالرياض، تقول: “ينبغي ألا نخشى الاضطلاع بمثل هذه الوظائف”.

لا تخشى هذا العمل

كانت حربي خلال أحد الأيام الماضية تهرول ما بين ماكينة تسجيل المدفوعات النقدية وماكينات صنع القهوة من أجل تحضير اللاتيه وإحضار الفطائر والكعك. وكانت تتلقى الطلبات بتركيز شديد باللغتين الإنكليزية والعربية.

وتحصل حربي على راتب منخفض نسبياً، ولكنها تتقد حماسةً، خاصة حينما يتعلق الأمر بالإسبريسو بالكراميل.

وأضافت حربي “إن صنعه ممتع للغاية! كما لو كان نمطاً من أنماط الفن”.

أزمة النفط

قد يكون مثل هذا الحرص على العمل في قطاع الخدمات هو ما تحتاجه السعودية، حيث يناضل اقتصادها لمواجهة انخفاض أسعار النفط.

أدى الاعتماد الكامل على صادرات النفط أخيراً إلى إجبار الحكومة على اتخاذ تدابير تقشفية قاسية تهدد برامج الرفاهية الكبرى بالبلاد.

ومع قيام السلطات بخفض الدعم والإنفاق، فقد تم تجميد عمليات التوظيف، ما أدى إلى صعوبة حصول السعوديين على فرص عمل يسيرة براتب جيد في الهيئات الحكومية.

ويفرض ذلك التغيير تحديات على المجتمع المحافظ، الذي تقل به أعمار ثلثي تعداد السكان البالغ 28 مليون نسمة عن 30 عاماً؛ ويعاني معظم هؤلاء من البطالة.

ومع ذلك، يمكن أن يكون الأمر فرصة أمام مسؤولي الدولة، الذين يسعون جاهدين إلى إقناع السعوديين بتجنب الوظائف الحكومية، حيث يتم توظيف أكثر من 90%، والتحول إلى القطاع الخاص.

وقال أبوداهش، الخبير الاقتصادي بغرفة التجارة والصناعة بالرياض: “ليست هناك استراتيجية شاملة وفعالة يشعر من خلالها السعوديون بالراحة والأمان داخل القطاع الخاص”.

الاعتماد على الأجانب

وقد اضطرت المملكة حالياً إلى الاعتماد على الأجانب لتشغيل القطاع الخاص. ويقوم الملايين من مواطني بلدان مثل باكستان والفلبين وسوريا بتسليم طرود شركة فيديكس، وتلقي الطلبات في مطاعم تشيليز، وتحية النزلاء في ردهات الفنادق.

ويتضح اختلال التوازن بصورة جلية في بلدان الخليج المجاورة، حيث أدت اقتصاديات النفط إلى حياة البذخ والترف المتمثلة في امتلاك سيارات رينغ روفر وساعات كارتييه والسفر إلى أوروبا لشراء الاحتياجات. ويرجع ذلك إلى صادرات النفط الهائلة، وعلى سبيل المثال، يعمل القطريون في الحكومة والهيئات التابعة لها ويصل متوسط الدخل السنوي للمواطن حوالي 100 ألف دولار.

ومع ذلك، تراجعت دولة الرفاهة بالمملكة جراء المعدل السريع للنمو السكاني.

ونتيجة لذلك، أصبح العديد من السعوديين فقراء للغاية بحيث لا يمكنهم شراء سيارات بورش أو قضاء الإجازة في باريس. ويركز البعض في الواقع على كسب قوت اليوم، ما يساعد على تبرير تزايد أعداد العاملين في القطاع الخاص، وفقاً لما ذكره أبوداهش، حيث أشار إلى افتقار الحكومة إلى إحصاءات موثوقة حول أعداد السعوديين الذين يشغلون هذه الوظائف.

العمل في مجتمع متحفظ

وذكرت حربي أن ضيق ذات اليد ساعدها على إقناع زوجها، الذي يعمل حارس أمن بالحكومة، بالسماح لها بالعمل بأحد المقاهي، حيث تحصل على أكثر من 1000 دولار شهرياً.

وساعد على ذلك أيضاً موقع المقهى الكائن بطابق المتجر المخصص للنساء فقط. فقد تم تخصيص هذه المناطق للنساء لمساعدة أبناء جنسهن المتحفظات مثل حربي على العمل دون التعرض للتحرش أو ارتداء النقاب.

وأدت المزيد من المشكلات إلى إقناع عبدالله العواجي بقبول العمل بمتجر “لاكوست” منذ شهرين، حيث يحصل على راتب شهري يتجاوز 1000 دولار شهرياً. وقد أصبح الشاب البالغ من العمر 24 عاماً عائلاً لوالده المريض وشقيقاته الثمانية وأشقائه الستة.

كان عبدالله يأمل في الحصول على وظيفة حكومية، ولكن حصوله على شهادة التعليم الثانوي فقط أدى إلى صعوبة العمل بالحكومة. وذكر العواجي أن علي صديقه وزميله بمتجر الملابس مواطن سعودي أيضاً، وقد شجعه على التقدم للحصول على هذه الوظيفة.

وقال خلال استراحة الغداء: “أحصل هنا على معاش ومزايا صحية”.

ويبدو أن العواجي يعشق عمله والمهام التي يضطلع بها ويتعامل مع الزبائن مرتدياً قميصاً أزرق وعلى وجهه ابتسامة مضيئة.

وقال أثناء تحية رجل يبحث عن قمصان: “كيف يمكنني مساعدتك؟”.

المصدر : هاف بوست عربي 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى